لا تُقِيموا وزنًا لنعيق المجهولين ولا لوجوه النحس اليمنية التائهة التي تتسوّل الاهتمام على المنصّات او من يتظاهر بدعمهم. فشعب الجنوب لم ينتصر بتغريدة، ولم يحرّر أرضه بهاشتاق، بل حرّرها بالدم والرجال... بينما خصومه كانوا مشغولين بالهروب، وتوزيع الوهم، وصياغة بطولات على ورق. مشكلتهم ليست عندكم، بل بمراراتهم المتراكمة منذ عقود. كلما صعد الجنوب خطوة، سقطوا عشرًا. وكلما استعاد الجنوب أرضًا، خسروا قطعة من حياء الوجوه و ما بقي لهم من تماسك وصوت. ولهذا يختبئون خلف حسابات وهمية، ينفثون أكاذيبهم ويظنون أنهم يصنعون واقعًا جديدًا... وهم في الحقيقة يعيدون تدوير هزيمتهم.
لا تردّوا عليهم ولا تمنحوهم شرف المواجهة. اتركوهم يغرقون في فقاعة أحلامهم، ويحرثون بحرًا لا قاع له. أما الجنوب، فله رجالُه وصوتُه وحقيقته... وهي أقوى من كل ضجيج الهاربين.