رصد محرر "شبوة برس" تدوينة مطوّلة للكاتبة السياسية الدكتورة "فيروز الوالي" نشرتها على حسابها في فيسبوك، تناولت فيها ما وصفته بانهيار مفهوم الوحدة اليمنية وتحولها من مشروع وطني إلى مورد مالي وامتياز سياسي لمن وصفتهم ب"أباطرة الحرب" و"أصحاب النفوذ". وقالت إن الوحدة التي قدّم الشباب أرواحهم من أجلها تحوّلت إلى وظيفة دولارية تستفيد منها قيادات تعيش خارج اليمن وتتحرك خارج سياق الواقع. وأوضحت الولي في تدوينتها، التي اطلع عليها محرر "شبوة برس"، أن الشرعية لم تعد نظام حكم بل "حالة نفسية" وسلطة افتراضية تدار من فنادق الخارج، بوزراء افتراضيين وقرارات لا تُصنع في المؤسسات بل في "مزاج المجتمع الدولي". وأضافت أن الخطاب الوحدوي لم يعد أكثر من شعار إعلامي يستخدمه مسؤولون يمتلكون جنسيات متعددة وعقارات في الخارج بينما يقف الشعب في طوابير الإغاثة.
وأشارت إلى أن الوحدة لم توحد اليمنيين اجتماعياً، بل وحدت آلامهم؛ ففي الجمهورية العربية اليمنية يعيش المواطن بين الحرب والضرائب والجرعات، وفي الجنوب العربي بين الحرب والنفوذ والنهب، بينما يبقى الانقسام الحقيقي بين فئة تحتكر الثروة والسلطة، وشعب يدفع الفاتورة. واعتبرت أن الحالة الثقافية باتت أقرب إلى "خطاب جنازة" يمجد بطولات غائبة ولا يقدم حلولاً.
كما هاجمت الوالي طبقة "أباطرة الحرب" التي تضخمت خلال السنوات الماضية، مؤكدة أن الحرب تحولت إلى مشروع استثماري يربح منه القادة بينما يموت المقاتلون، وأن البنادق في حضرموت وعدن وتعز وصعدة لا تقاتل من أجل الوحدة أو الانفصال بقدر ما تتصارع على الموانئ والمنافذ والموارد. وأضافت أن اليمن بات مشروعاً دولياً لا يملك سياسة خارجية حقيقية، وأن المسؤولين يفاوضون في الخارج على مصالحهم بينما يبحث المواطن في الداخل عن الماء والغذاء.
وقدمت الكاتبة رؤية للخروج من هذا المأزق عبر الاعتراف بفشل صيغة الوحدة القديمة، وإطلاق حوار وطني واقعي، وإجراء استفتاء حر في الجنوب بإشراف دولي، وبناء دولة مؤسسات حقيقية ومحاسبة الفاسدين، وتحويل اقتصاد الحرب إلى اقتصاد سلام.
واختتمت تدوينتها بالتأكيد أن الوحدة ليست مقدسة ولا الانفصال خيانة، وأن الخيانة الحقيقية تكمن في استمرار بلد بحجم اليمن رهينة لمجموعة صغيرة نهبت مستقبل أجيال كاملة.