رصدت "شبوة برس" تغريدة الناشط السياسي الجنوبي أوسان بن سدة حول تقرير غربي نشرته كل من "التايمز" و"الصنداي تايمز" البريطانية، مؤكّدًا الحاجة إلى قراءة أكثر دقة وسياق تاريخي بعيدًا عن الاختزال والتوصيفات الجاهزة. وأوضح أوسان بن سدة أن توصيف المجلس الانتقالي الجنوبي بأنه "انفصالي مدعوم من الإمارات" اختزال سياسي مضلّل، متجاهلًا حقيقة أن المجلس يمتلك قاعدة شعبية واسعة وتمثيلًا سياسيًا وعسكريًا مستندًا إلى الحراك الجنوبي والمقاومة، وليس مجرد أداة نفوذ خارجي. وأشار أيضًا إلى أن الحديث عن "انتهاء وحدة 1990" ليس إعلانًا جديدًا بل توصيف لواقع منهار منذ حرب 1994 وتفاقم بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء عام 2014، مؤكدًا أن تحميل الجنوب مسؤولية انهيار دولة فشلت بنيويًا يعد تبسيطًا غير دقيق.
ونوّه أوسان بن سدة إلى أن الربط بين مشروع الجنوب وإسرائيل قفزة سياسية غير منضبطة، حيث أن الاتصالات الدبلوماسية المفترضة لا تعني تبني مشروع التطبيع، وأن هذا الربط يخدم الإثارة الإعلامية أكثر من فهم الواقع الموضوعي.
كما أعاد أوسان بن سدة توضيح موقف السعودية، مشيرًا إلى أن توصيفها كطرف "معارض" لاستقلال الجنوب تبسيط مخل، وأن الرياض تتعامل مع التطورات على الأرض ضمن حسابات أمنية وإقليمية معقدة، لا من منطلق أيديولوجي وحدوي، مؤكدًا أن الفهم الموضوعي لموقفها يتطلب إدراكًا دقيقًا لتوازناتها واستراتيجياتها في المنطقة.
وأخيرًا، أشار أوسان إلى أن استخدام مصطلح "Southern Yemen" لإسقاط الجغرافيا الجنوبية يفتقد للوعي بالتحولات التاريخية والسياسية للجنوب العربي، متجاهلًا استقلاله التاريخي من السلطات البريطانية وخصوصيته السياسية، مؤكّدًا أهمية احترام هوية الجنوب التاريخية والجغرافية عند تناول قضاياه في التقارير الغربية.