رصد محرر شبوة برس تحليلًا سياسيًا مطولًا للمحلل السياسي الحضرمي عبدالله بن هرهره، نشره على حسابه الشخصي في موقع فيسبوك، قدّم فيه قراءة وصفها بلعبة شطرنج سياسية بين المجلس الانتقالي الجنوبي والطرف اليمني في ما تُسمّى بالشرعية، مسلطًا الضوء على توازنات القوة ومسارات التصعيد والخيارات المطروحة خلال المرحلة الراهنة. وأوضح بن هرهره أن المجلس الانتقالي ينتهج حتى الآن سياسة النفس الطويل في تعاطيه مع الطرف اليمني في الشرعية، مستندًا إلى أهم عناصر قوته المتمثلة في السيطرة على الأرض والميدان، على عكس وضع قيادات الشرعية المتواجدة خارج البلاد، والتي تفتقر لأدوات القوة الميدانية وتعتمد بشكل أساسي على العامل السعودي في تحديد مصيرها السياسي.
وأشار التحليل إلى أن الانتقالي انتقل في الفترة الأخيرة إلى خطوات وصفها بالقوية، بدأت بحشد أنصاره في الساحات داخل حواضنه الشعبية في العاصمة عدنوحضرموت وبقية محافظات الجنوب، بالتوازي مع تعزيز حضوره الميداني في حضرموت والمهرة، ثم تلتها خطوة التأييد الوزاري من عدد من الوزارات المحسوبة عليه، وصولًا إلى إعلان التأييد من محافظاتعدن وأبين وسقطرى.
وفي المقابل، لفت بن هرهره إلى أن الطرف اليمني، ممثلًا برئيس مجلس القيادة رشاد العليمي، لوّح بالتصعيد عبر التهديد بالتحالف مع جماعة الحوثي في حال توجه الانتقالي نحو خيار إعلان الاستقلال، بدعوى الحفاظ على الوحدة اليمنية، وهو طرح جرى تمريره إعلاميًا عبر نائب وزير الخارجية اليمني، مع إبقاء باب الحوار مفتوحًا شكليًا بين الطرفين.
وأكد المحلل الحضرمي أن المجلس الانتقالي يمتلك أدوات قوة ومرونة سياسية أكبر مقارنة بالطرف اليمني في الشرعية، بحكم معادلات الأرض والميدان، في حين لا يملك العليمي وفريقه سوى الاعتماد على الدعم السعودي، مشيرًا إلى أن أي خطوة تصعيدية ضد الانتقالي، على غرار قرارات الإقالة التي اتخذها الرئيس السابق عبدربه منصور هادي بحق محافظين جنوبيين، ستمنح الانتقالي مكسبًا سياسيًا حاسمًا يصل إلى مستوى كش ملك.
وبيّن التحليل أن الانتقالي لا يسعى فعليًا في هذه المرحلة إلى فك الارتباط أو إعلان الدولة، إدراكًا منه لتعقيدات الظرف الإقليمي والدولي والمحلي، لا سيما في ظل التوتر مع السعودية، لكنه يعمل على رفع سقف مطالبه إلى الحد الأعلى بهدف انتزاع مكاسب أكبر، وفي مقدمتها فرض خيار الدولة داخل الدولة كمرحلة انتقالية، وخلق واقع سياسي أعلى كلفة على رشاد العليمي وفريقه.
وختم بن هرهره تحليله بالقول إن المجلس الانتقالي مرشح للخروج بشروطه بحكم قوة أوراقه السياسية والعسكرية وتموضعه المتوازن، إضافة إلى أن التطورات الإقليمية والدولية تصب في صالحه، خصوصًا مع تصاعد العداء الغربي لجماعة الحوثي على خلفية أحداث غزة والبحر الأحمر، مرجحًا أن يحقق الانتقالي مكاسب عبر الخيارين الثاني والثالث، في حين سيضطر رشاد العليمي إلى الرضوخ أمام تعقيد وضع الطرف اليمني، بما يرجّح كفة اتفاق جديد بشروط مختلفة.