تلقى محرر شبوة برس مقالًا للكاتب ياسر محمد الأعسم، رصده من مدينة عدن، عبّر فيه بأسلوب تهكمي لاذع عن صدمة الجنوبيين من تحولات مواقف عدد من المثقفين والصحفيين والإعلاميين من أبناء اليمن، عقب اقتراب مشروع فك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية من التحول إلى واقع سياسي. وقال الأعسم إن كثيرين ممن كانوا يُنظر إليهم كنخبة منفتحة وليبرالية، سرعان ما تسقط عنهم الأقنعة عند سماعهم عبارة فك الارتباط، لتظهر لغة عدائية تعيد إلى الأذهان خطب التحريض القديمة وأدبيات الهيمنة اليمنية، وكأنهم لم يغادروا كهوف الماضي رغم سفرهم واستقرارهم في مدن العالم.
وأشار الكاتب بسخرية إلى أن الخطاب المتشنج لم يقتصر على الرجال، بل شمل حتى "النواعم الجميلات" من اليمن، اللواتي يظهرن بملامح رقيقة ولغة ناعمة في منشوراتهن، لكنهن ما إن يسمعن عن استعادة الجنوب لدولته حتى يتحول الغنج إلى تهديد، والزقزقة إلى وعيد، في مشهد يعكس عمق الذعر من خسارة مشروع الوحدة بالقوة.
وأوضح الأعسم أن هذا السلوك يكشف عقلية يمنية لا تزال ترى في الوحدة جزرة وفي الجنوب عصا، وتخيّر أبناءه بين الخضوع أو الصراع، معتبرًا أن هذا المنطق لم يعد صالحًا ولا ممكنًا، وأن الجنوبيين باتوا أكثر وعيًا بحقهم في تقرير مصيرهم بعيدًا عن الوصاية والتهديد.
وأكد الكاتب في ختام مقاله أن الجنوبيين لا يكنّون العداء لأحد، ولا يرفضون التعايش، لكنهم يرفضون لغة التخويف والإلغاء، ويعتبرون أن زمن فرض الخيارات بالقوة قد انتهى، وأن استعادة الدولة الجنوبية باتت خيارًا سياسيًا مشروعًا لا توقفه نوبات الهلع ولا تهديدات نواعم اليمن ولا صراخ النخب المذعورة.