في مشهد يعكس تدهور الأوضاع الميدانية في اليمن، أفاق سكان العاصمة صنعاء أمس على آثار معركة عنيفة في حي شملان شمال غرب المدينة بين قوات الجيش والمسلحين الحوثيين، حيث كانت الجثث ملقاة في الشوارع، وأجواء الحرب تخيم على المدينة، وسيطر الحوثيون على أحد أحياء العاصمة.. فيما هددت لجنة أممية بفرض عقوبات عاجلة ضد معرقلي التسوية السياسية، تزامناً مع وصول المبعوث الدولي الخاص باليمن جمال بنعمر إلى صعدة لإقناع زعيم الحوثيين بالعودة إلى المفاوضات. وقالت مصادر طبية وقبيلة في ضواحي العاصمة إن عدد قتلى المواجهات مع المسلحين الحوثيين ارتفع إلى أكثر من 28، بينهم عدد من قوات الجيش، التي منيت بهزيمة قاسية انسحبت معها من حي شملان الذي بات في قبضة الحوثيين. وقالت المصادر ل«البيان» أمس: «قتل على الأقل 20 من المسلحين عن جماعة الحوثي وآخرون من حزب الإصلاح في منطقة وادي ظهر»، موضحة أن الحوثيين تمكنوا من السيطرة على المنطقة التي يقصدها معظم سكان العاصمة خلال إجازة نهاية الأسبوع للتنزه. مقتل جنود وأضافت المصادر أنه قتل ثمانية جنود على الأقل في طريق شملان، حينما اعترض الحوثيون وحدات من الجيش كانت في الطريق إلى ضاحية وادي ظهر لمنع تقدم المسلحين الحوثيين نحو قلب العاصمة. وقال سكان في حي شملان إن جثث الجنود والمقاتلين الحوثيين ملقاة في الطريق ولم يتم انتشالها حتى منتصف نهار، أمس، فيما لم تتمكن فرق الإسعاف بسهولة من الدخول لانتشال جثث الضحايا وإسعاف المصابين. فيما قال مصدر في المستشفى العسكري بصنعاء في وقت لاحق، إنه تم انتشال جثث 23 جندياً من حي شملان قتلوا على أيدي المسلحين. تراجع القوات وقال قيادي في جماعة الحوثي ل«البيان»: «دمّر مقاتلونا مدرعتين للجيش، وأسروا عشرين بينهم ضباط، ما دفع بالقوات إلى التراجع والضاحية الآن تحت سيطرة مقاتلينا». كما قال مسؤول حكومي بارز ل«البيان»: إن «قوات الجيش التي أرسلت كانت أقل بكثير من قوات الحوثيين، كما أن قوات الجيش تحركت دون أن يكون هناك استطلاع عسكري ما جعلها فريسة سهلة للمسلحين الحوثيين الذين نصبوا عدة كمائن لهذه القوات». وسمع سكان صنعاء أصوات أربعة انفجارات عنيفة في ضاحية وادي ظهر، كما هزّ انفجاران عنيفان منطقتي ضلاع همدان والمحجر شمال العاصمة، وسط ترجيحات بأن تكون قذائف مدفعية أو ربما عبوات ناسفة استخدمها الحوثيون في تفجير منازل قيادات في حزب الإصلاح.