قال سياسي شارك في الحوار الوطني اليمني العام الماضي أن أمر هذه البلاد غريب .. لم يستطيعوا اختيار رئيس حكومة منذ أسبوع فكيف سيتفقوا على اختيار أعضاء الحكومة .. وقال الأستاذ لطفي شطارة .. العالم ينتظر أن تخرج من الجنوب قيادة سياسية حقيقية وموحدة وفي هذا الظرف الحساس ، يستطيع معها ضمان ترتيبات المرحلة القادمة بالنسبة للجنوب . وجاء في موضوع كتبه الأستاذ شطارة في صفحته الخاصة : اقتربنا من مرور أسبوع منذ توقيع اتفاقية السلم بين السلطة وأنصار الله ، وهو الاتفاق الذي أعطى مهلة 3 ايام للتوافق على تسمية رئيس حكومة جديد تتوافق تلك القوى على تسمية شخص فكيف ستتوافق على تسيير الحكومة ؟. تارة يقولون الاختيار سيقع على الدكتور أحمد عوض بن مبارك كونه مقرب من الرئيس عبدربه منصور هادي ، أو الأستاذ أحمد لقمان مرشح القوى الوطنية .. وبعد توقيع الاتفاق برز اسم الدكتور محمد محمد مطهر وهو هاشمي ويقال انه مرشح أنصار الله ، غير أن المفاجئة أمس ومع قرب الإعلان عن اسم المرشح التوافقي ، يرمي الدكتور عبدالكريم الارياني باسم جديد للتوافق عليه وهو الدبلوماسي أحمد الصايدي المندوب اليمني في الأممالمتحدة في عهد الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ، والذي استقال من منصبه مع ثورة الشباب عام 2011 . أمر غريب هذه البلاد لم يستطيعوا اختيار رئيس حكومة منذ أسبوع فكيف سيتفقوا على اختيار أعضاء الحكومة .. اتركوها هكذا فلن يغير الأمر من الواقع شيء .. فطالما سارت أمور البلاد أسبوع من بدون حكومة بالتأكيد أن اليمنيين يستطيعون العيش بدونها لأنها لن تغير من حياتهم شيء. الشيء الآخر الذي أكده التأخير في اختيار رئيس الحكومة هو أن كل الأطراف لا تثق ببعضها البعض حتى وإن جرى بشق الانفس اختيار رئيس وأعضاء الحكومة الجديدة التي ستقع على عاتقها مسؤوليات جسيمة أشك في قدرتها على مواجهتها، فإن الواقع أكبر من أي حكومة قادمة .. فما تركه اجتياح أنصار الله للعاصمة صنعاء وفرض شروطهم ، وصمت الجنوبيين الرافضين لأي حلول يقوم بها الرئيس باسم الحراك يعكس حالة احتقان ، وتمسكهم بحلول سياسية قد تفاجئ الرئيس هادي نفسه بعد أن اختل التوازن بدخول صميل أنصار الله وفرض قوة سياسية إلى جانب سيطرتهم على مؤسسات الدولة بما فيها الأمنية التي صاروا يتحكمون فيه حتى باشدها حساسية . الوضع في اليمن لن يتغير لأن التركة ثقيلة واللاعبين الذين اوصلوا البلاد إلى هذا الوضع لا يزالوا فاعلين بل ومؤثرين .. جنوبا الأمر مهيئا لوحدة قيادة جنوبية حقيقية بعيدا عن شطحات النزقين الذين ما يزالوا يعتقدون أن منطقة بحالها أو فرد لوحده يستطيع تغيير المعادلة على الأرض .. العالم ينتظر أن تخرج من الجنوب قيادة سياسية حقيقية وموحدة وفي هذا الظرف الحساس ، يستطيع معها ضمان ترتيبات المرحلة القادمة بالنسبة للجنوب ، وقد لمست هذا عبر أكثر من إشارة سياسية خارجية منذ أن بسط أنصار الله يدهم على صنعاء سياسيا وأمنيا وما يزالون حتى الآن .