أعلن رئيس المنتدى السياسي في اليمن علي سيف حسن أن بلاده تمر بمشهدين متوازيين أحدهما سياسي والآخر يتمثل في الاقتتال بين جماعة “أنصار الله” وتنظيم “القاعدة”, مشيراً إلى أن الأخير سيطال اليمن كله بما في ذلك المحافظات الجنوبية والشرقية, لكن تلك المعركة لن تتجاوز ذلك إلى حرب أهلية أو شاملة. وقال حسن ل”السياسة”, إن المشهد السياسي يعتبر “معركة شاقة وصلبة, تشترك فيها كل الأطراف بهدف إعادة صياغة المشهد السياسي ورسم الخريطة السياسية في البلاد”. واعتبر “ أن المعركة رغم أنها سلمية لكنها قاسية جداً ولن تحسم سريعاً وستشهد كثيراً من التحالفات البرامجية والانتهازية, إضافة إلى أنها سترسم شكل النظام السياسي اليمني المقبل, ولذا يوجد فيها كثير من التوازن, لكن المعركة القتالية لا يوجد فيها توازن لأن (أنصار الله) يمتلكون شرعية سياسية ووضوحاً في الرؤية بعكس (تنظيم) القاعدة الذي لا يمتلك أي شرعية سياسية ولا وضوحاً في الرؤية”. واستبعد تطور المعارك الجارية بين جماعة الحوثي ورجال القبائل لتكون حرباً بين القبائل والهاشميين, مستنداً في ذلك إلى “التراث والخبرة التاريخية والتعايش الذي يمنع مثل هذا التطور”. ورأى أن درجة تطلع الجنوبيين إلى الانفصال عالية جداً ولا تعتبر جديدة على المشهد السياسي, مؤكداً أن ما حدث في صنعاء وبعض محاولات التشفي ووصم “أنصار الله” بجريمة الانفصال يعد حالة طارئة لكنها لن تحسم القضية. وأكد أن الجنوبيين لن يلجأوا إلى أسلوب الحوثيين في إسقاط المحافظات لفرض واقع انفصال الجنوب, مضيفاً “ما يمنع حدوث ذلك هو حرص الحراك الجنوبي على الجانب السلمي وقد أثبت عناصره خلال تواجدهم في منطقة يافع التي لا يوجد فيها أي وجود عسكري للسلطة أنهم حريصون على أن يتم الاستقلال بشكل دولة وليس كمناطق لأن هذا المنهج إذا تم فإن الجنوب سيتحول إلى أجزاء, والحراك يسعى لانفصال الجنوب كله وليس لانفصال مناطق”. وبشأن دور الرئيس السابق علي عبد الله صالح في الأحداث الجارية, قال حسن إن “النظام السابق انتهى في العام 2011 عندما تصارع وتشظى تحالف البغض بين آل الأحمر واللواء علي محسن الأحمر وصالح, وحالياً جاء أنصار الله وأثبتوا أن النظام السابق, سقط وتهاوى, وما نشهده الآن من تحول قوى وأشخاص وقيادات كانت ضمن حزب المؤتمر الشعبي لا يعني أنه توجه من الحزب أو من زعيمه صالح”. ولفت إلى أن “علي محسن وحميد الأحمر نبذتهما القبيلة بشكل كامل ولم يبق أحد مع علي محسن في معركته الأخيرة ولا مع حميد في معركته في حاشد لأن من وقف مع علي محسن هم قبائل من الجوف ومأرب ومناطق أخرى, أي أن قبيلتي سنحان وحاشد لم تقفا مع علي محسن ولا مع حميد”. وأضاف “أما صالح فلم يكن هو المتسبب فيما حدث في تلك المناطق ولذلك ما زالوا يحتفظون له بنوع من الامتنان والاحترام ولن يتعرض للإهانة ولكنهم لايرون فيه رجل المستقبل, حيث أنهم يرون مستقبلهم مع أنصار الله ومع الشباب الجديد”. ورأى أن المعركة المقبلة لن تكون بين صالح والحوثيين, موضحاً “أن صالح لم يعد مؤهلاً لأي صراع أكثر من ظهوره في التلفزيون والإعلام فلم يعد لديه نفوذ ولا سلطة ليحارب ويكفيه أن يحمي نفسه وأن يحترمه رجال القبائل”.