الثابت ان الاتصالات السياسية التي يجريها مساعدوه خارج اليمن، في مسقط والرياض والقاهرة، مشروطة بحركته علي الأرض. إذ لا أثر تنتجه هذه الاتصالات إلا إذا سبقها تبدل في السلوك الميداني يؤكد مصداقية ترحيب صالح والمؤتمر الشعبي بقرار مجلس الأمن الدولي. لكن ما يجري منذ يومين في عدن يدحض مصداقية الترحيب، ويضع صالح، وبالتالي المؤتمر الشعبي، موضع المتحدي للشرعية الدولية، تماما كما حليفه قائد جماعة "أنصار الله" عبدالملك الحوثي الذي لا يتمتع بهامش مناورة مماثل حيال القرار الدولي. معركة السيطرة على عدن مكلفة وطنيا وانسانيا بالنسبة لليمنيين عموما، لما تمثله هذه الحاضرة العربية العريقة من رمزية سياسية ومدنية وثقافية. لكنها، أيضا وأساسا، معركة خاسرة لتحالف الحرب الداخلية، ومدمرة لفرصهم السياسية، وتضعهم في مواجهة سافرة مع المجتمع الدولي. صالح والحوثيون يحرقون مراكبهم في عدن، في "عين اليمن"، في مدينة الشواطئ والخلجان التي لا تحد، وحيث يستحيل أن يدير أي سياسي أو محارب، ظهره للبحر! فكيف بالحري بخليج هو اقرب الي ان يكون مرسى الاساطيل وممر البارجات، خليج يخضع، راهنا، وكما تفاخر باراك اوباما في تصريحات صحفية امس، لسيطرة اميركية وغربية مطلقة.