لم تصمد الهدنة, التي دخلت “نظرياً” حيز التنفيذ ليل أول من أمس بهدف نقل مساعدات إنسانية إلى ملايين المنكوبين في اليمن, إذ انتهكت مرات عدة في ساعاتها الأولى, وبدا أنها ولدت ميتة لعدم وجود الإرادة لدى ميليشيات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي صالح للالتزام بها. ورغم دعوة مجلس الأمن جميع أطراف النزاع إلى احترام هذه الهدنة الإنسانية التي اعلنتها الأممالمتحدة ويفترض أن تستمر حتى نهاية شهر رمضان, عمدت الميليشيات إلى خرقها ولم تلتزم بها في العديد من المناطق خاصة في تعزوعدن, ما دفع التحالف إلى الرد عليها بغارات جوية لمساندة المقاومة الشعبية. وذكرت قيادة التحالف, أمس, أنها لم تتلق طلباً من الحكومة الشرعية في اليمن بشأن الهدنة, فيما قال المتحدث باسم التحالف العميد الركن أحمد عسيري, في تصريحات صحافية, “نحن في (إعادة) الأمل غير معنيين بهذه الهدنة, لأن ليس فيها التزام من قبل الميليشيات الحوثية”. ميدانياً, انهارت الهدنة بعد نحو ساعة تقريباً من سريانها منتصف ليل اول من امس, حيث تواصلت المواجهات بين المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي وبين ميليشيات صالح والحوثي في أكثر من جبهة قتال, سيما في تعز ومأرب, في حين شن طيران التحالف سلسلة من الغارات الجوية استهدفت مواقع وتجمعات للميليشيات في أكثر من محافظة, حيث قصف في صنعاء مقر دائرة الأشغال العسكرية التابع لوزارة الدفاع بمنطقة سعوان ومخازن الأسلحة والذخيرة في جبل نقم ومعسكر الحفا, وسط أنباء عن مقتل ضابط برتبة عميد في دائرة الأشغال العسكرية. كما سقط العشرات من ميليشيات صالح والحوثي بين قتيل وجريح في قصف طيران التحالف مواقع لهم في مناطق كريتر وخور مكسر والمعلا والعريش في محافظة عدن. وطالت الغارات مناطق في محافظاتحجة ولحج وصعدة (معقل الحوثيين), فيما أكدت مصادر ل”السياسة” أن المواجهات اتسعت في تعز لتشمل معظم أحياء وشوارع المدينة بما فيها شارع الستين. من جانبه, قال أحمد الربيزي مدير مكتب الرئيس الجنوبي الأسبق علي سالم البيض في تصريح ل”السياسة” إن المقاومة الجنوبية لم تستشر في الهدنة رغم أنها طرف رئيسي في الأحداث الجارية, وعلى الأممالمتحدة التي أعلنت عن الهدنة أن تفرض إيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها ولديها القدرة على ذلك ولديها وسائلها الخاصة, وخاصة إلى عدن ولحج والضالع وأبين وشبوة, مشيراً إلى أن الهدنة تخدم الميليشيات ولا تخدم المواطنين المحاصرين في عدن أو في المحافظات الجنوبية الأخرى. وأضاف إن “الهدنة لا تعني المقاومة الجنوبية في شيء ومع ذلك احترمنا قرار الأممالمتحدة, وإذا لم تكن هذه الهدنة مشروطة بانسحاب كامل للميليشيات من أراضي الجنوب فإنها تخدم ميليشيات الغزو وتعزز مواقفها المنهارة”.