في زمن الحروب والفتن تشتعل الاشاعات وتنتشر انتشار النار في الهشيم لتشكل ذراعا مساندا في الحرب النفسية يتماهى مع الحرب العسكرية خاصة في هذه الأيام العصيبة التي تمر بها بلادنا .. وينتج الطابور الخامس العديد من المسوخ البشرية التي يتم تجنيدها لنشر الدعايات المغرضة ونفث الأحقاد والسموم من خلال اعادة استجرار التاريخ وفرزة بصورة مشوهة. ويعتمد الطابور الخامس على اساليب خبيثة ودنيئة لضرب اللحمة الوطنية الجنوبية والعزف على التيار القبلي والمناطقي لتوسيع الهوة في المجتمع الجنوبي الذي يواجه اليوم حربا بشعة أكلت الأخضر واليابس تحت شعارات مستهلكة وممجوجة . ولا تخفى مثل هذه الأساليب الرخيصة على شعبنا في الجنوب العربي حيث تابعنا خلال الفترة الماضية العديد من حملات التشويه المتعمد لمناطق و لقبائل معينة من خلال نشرات على شبكات التواصل الاجتماعي مذيلة بتوقيع اشخاص مجهولي الهوية وبأسماء وهمية ومستعارة تنتهي في نهايتها بقبيلة معينة بقصد زرع الحقد والكراهية بين فئات المجتمع . واكاد اجزم ان لا صلة لمثل هؤلاء المنتحلين بالقبائل التي يدعون الانتماء اليها لا اصلا ولا صلة ولا نسبا يربطهم بهذه القبيلة او تلك وهي قبائل معروفة بوطنيتها وتميزت بالنبل والشجاعة و يربطها مع سائر القبائل الجنوبية الأخرى تاريخ مشترك ممتد لعشرات السنين قديما وحديثا وكانت لتلك القبائل صولات وجولات من المعارك والحروب في زمن جميل. ولن تسمح تلك القبائل والمكونات الاجتماعية بمثل تلك السقطات !! وهي التي عاصرت حروب الفرسان حيث لا يخونون ولا يغدرون ..وكانت الحروب بينها سجالا فيها الغالب والمغلوب في الميادين وكانت مقا ييس الرجولة والشرف هي التي تحكم بينهم في كل نزاع ولم ينتقص منهم او يزايد عليهم أحد!! وحيث اننا اليوم نواجه حربا شرسة وطاحنة تهدد بلادنا من باب المندب الى المهرة من خلال التحالف الحوثي مع قوات صالح لإخضاع الجنوب من جديد في حين يسجل شعبنا انتصاراته في عدن والضالع وابين وشبوة . فإ نني أنوه الى التزام الحيطة و الحذر وعدم التعاطي مع تلك الشائعات التي تبث ثقافة الكراهية بين ابناء الجنوب من خلال النقاشات العقيمة وما يتبعها من ردود انفعالية تلحق الضرر بأصحابها وتحقق ما يصبو اليه الأعداء الذين يريدن تمزيق تلاحمنا والنيل من مكتسباتنا التي اخذت تبرز بوضوح مقابل هزائم الغزاة واندحارهم من بلادنا ويترنحون تحت ضربات المقاومة في سائر المحافظات الجنوبية بدعم اشقائنا في الخليج ،وبناء على ما تقدم فإنني ادعو كافة ابناء الجنوب بأخذ الحيطة والحذر من الانسياق والاندفاع بالردود الانفعالية وكيل التهم لإخوانهم في المحافظات الأخرى وهذا هو ما يسعى اليه الغزاة ،امام هذا الافلاس العسكري والهزائم النكراء التي منيوا بها من قبل ابناء الجنوب فقد جندوا اتباعهم من الطابور الخامس لضرب اللحمة الجنوبية المتماسكة من خلال زرع الاشاعات ونفث الاحقاد والسموم بين قبائل الجنوب حتى يسهل عليهم اخضاعها من جديد ولكن نقول لهم هيهات . علما انهم قد وجدوا مع الأسف بعض المأجورين والعملاء والخونة ليتخذوا منهم ابواقا اعلامية ومنابر هدامة لنشر الفتن وبث السموم والأحقاد ورأينا ان من واجبنا التنبيه على اولئك الخونة من خلال فضح اساليبهم الهدامة بالأدلة والبراهين وليس السب والشتم والانتقاص كما يفعلون هم ونرد عليه بالقول : كيف لأشخاص مثلكم ان يعرفوا التاريخ والجغرافيا وهم لفرط جهلهم شبه اميين ؟؟ واقول لهؤلاء دعوا الخلق للخالق ولا تنتحلوا الأسماء المزورة وتضعون طواقي الاخفاء لتواري سوءآتكم ودعوا الجنوب لأهله فقد خاب مسعاكم !! وختاما اقول لهؤلاء الواقفين في الطابور الخامس بقصد اشعال الفتن بين ابناء الجنوب ان من الافضل لكم ان تمتهنوا مهنا اخرى حتى تعيشوا اذا بقيت لكم كرامة في وطنكم. ومن المعيب ان تظلوا خلف الشاشات تبثون حقدكم على ابناء جلدتكم و لا تملكون الجرأة للتعريف عن انفسكم حتى اصبحتم مجرد نكرات مجهولة متدثرة برداء العمالة والذيلية للآخرين وترتضون المهانة لأنفسكم وترتكسون في وحل الخيانة وتتنكرون لوطن انتفض كالبركان واشعل ثورته ضد العبودية والطغيان .
