تأتي ذكرى التصالح والتسامح في ظل جنوب منفتح على الأمرين فقد الأمن والأمان ،إذ يعكر صفو هذه الفعالية سماع خبر اغتيالات واغتيال أحد رجالات المرور صباح اليوم ، ومر البحث عن دولة جنوبية على حدود عام (90)في ظل عدم وضوح وجهة نظر الرأي الإقليمي والعربي والدولي. ويبقى مصير هذه الرقعة من الأرض رهن التكهنات والمسارات السياسية - سواء على الصعيد المحلي بتولي كثيراً من قيادات هذه الرقعة ذات التوجه الجنوبي الصرف - وبين محاولة جادة من القيادة الرئاسية المتمثلة بالرئيس هادي في السعي لتصحيح مسار الوحدة ،ويبقى السؤال المطروح الأكثر إلحاحاً هل ذكرى التصالح والتسامح ترسم مسار دولة جنوبية، أم دولة يمنية بتصحيح مسار الوحدة ؟ يجيب على سؤال كهذا أحد قيادات المؤيدة لبناء دولة جنوبية على حدود (90) السياسي عبد الرحمن الجفري في خطاب سياسي بعث به بهذه المناسبة فقال : يحيي شعبنا الجنوبي العربي مناسبة إعلان التسامح والتصالح في نفس هذا اليوم من عام 2006م ، ليدفن صراعات الماضي ويبدأ مسيرته الخالدة لتحرير أرضه وتحقيق استقلالها وبناء دولة الجنوب العربي الفيدرالية الجديدة كاملة السيادة.. ويضيف : ليلغي وإلى الأبد كل مسببات الصراعات، نهجاً وممارسات، ويسير في طريق البناء لدولته خالياً من عقد الماضي وفاتحاً صفحات جديدة من التسامح والمودة والتلاحم.. وها هو، رغم كل المنغصات والمعيقات والصعوبات، يحقق بث روح التسامح والتصالح ويبني من خلالها وطنه. وعبر الجفري عن أهمية هذه المناسبة وأنها معبراً إلى ما هو اكبر من حدود هذه الفعالية قائلا : إن التسامح والتصالح جاء من أجل بناء جنوب جديد بكل معاني الجديد، أساليباً ونهجاً وروحاً، ولم يأتِ لتكريس أي نهج أو أساليب قديمة، وجاء للجنوب كله أرضاً وإنساناً وأي انحراف به عن هذا الهدف سيقاومه شعبنا ولن يقبل مطلقاً بنشوء أي توجه يحرفه عن مساره. وأضاف الجفري: لقد تحقق التسامح والتصالح لشعب الجنوب العربي كله، ودولة الجنوب القادمة بإذن الله هي المسؤولية عن جبر الضرر بعيداً عن أي مماحكات وطبقاً للقانون ، ولن يسمح شعبنا ببذر أي بذور للصراعات أو بحصر التسامح والتصالح على فئة دون أخرى فهذا لن يؤدي إلا إلى محاولة، سيرفضها شعبنا، لإحياء ما كان من أسباب الصراعات. وقال الجفري: لقد أقام شعبنا التسامح والتصالح من أجل هدف عظيم هو بناء دولة الجنوب العربي على أسس راسخة من السلام الاجتماعي والمودة بين كل فئات شعبنا. من جهته أعتبر الدكتور عبده يحيى الدباني: إن مناسبة التصالح والتسامح ليست ذكرى محنطة نلقي عليها السلام كل عام ونمضي بعيداً ولكن يجب أن تكون هاجساً ومشروعا عمليا وسلوكا سياسيا واجتماعيا وثقافيا أنها مناسبة متجددة منسجمة مع كل التغيرات والتطورات في الساحة الجنوبية. وصرح احد الجنوبيين- فضل عدم الإفصاح عن اسمه : هذه فعاليات سياسية في مجملها بدأت منذ عشر سنوات لغرض رص صفوف الجنوبيين وشحذ هممهم للوصول إلى استعادة الدولة ، يعني أن العناصر أو القيادات التي تتحمل مسؤولية مأساة 13 يناير 86م والتي وقعت قرار الوحدة هي التي أتت بفكرة التصالح والتسامح . مضيفاً أن مبدأ التسامح مبدأ عظيم يجب إن نفهمه بشكل صحيح وفعّال ، وقبل التسامح يجب الاعتراف بالخطأ وتصحيحه إذا أمكن من ثم يتم التصالح .. لكن الحاصل الآن هو محاولات عمرها عشر سنوات للتصالح ولم يتم ذلك بدليل عدم الوصول إلى تشكيل قيادة جنوبية موحدة . من جهته قال الإعلامي طه بافضل : أن هذه الذكرى لها ارتباط وثيق بالمشاعر دون التطبيق الجاد على أرض الواقع وإحياء فعالية ذكرى التصالح والتسامح عمل بحد ذاته يرجع إلى جانب المشاعر والانفعالات التي للأسف غالباً ما تنتهي عندما تنتهي المناسبة، ويظل الأثر باهتاً ضعيفاً في بنيان من هم المقصودون بإحياء هذه الذكرى المهمة، فالترجمة الحقيقية لمثل هكذا ذكريات أن تترجم على أرض الواقع من خلال التقارب الحقيقي بين الجنوبيين. واضاف: إن الاستعداد للتنازل لأجل الوطن المنكوب والسعي الجاد والحثيث نحو لم الشمل والجلوس جميعا لإظهار الكيان الواحد الذي يلم ويضم كل الجنوبيين الصادقين المخلصين لقضية الجنوب.