مع أولى خطوات الزحف العسكري للجيش الحضرمي والتحالف العربي ندعوا الله ان يمكن لهم وينصرهم ويكتب علي أيديهم الخلاص لسكان البلاد الصابرة حضرموت الخير والنماء والوسطية البلد المضياف المسالم أهله .. كما ندعوا الله ان يحفظ لنا أهلنا في المكلا والشحر وشحير والغيل والديس وجميع البلدان التي ستشهد أعمال عسكرية. في هذا اليوم العظيم المبارك ندعوا الجميع للتكاتف ونسيان الخلافلات والتوحد خلف هم واحد له الأولوية والاهتمام .. مستلهمين من قيم أجدادهم في مثل هذه المواقف الوحدة والتعاون والتكافل ونسيان الخلافات . ليصبح المجتمع بالكامل في اتجاه واحد لتحقيق النصر بأقل الخسائر ووضع البلاد على أول طريق الخير والنماء .. على هامش مباحثات الكويت .. ما يجري التباحث حوله في الكويت هو شأن شمالي - شمالي .. فالخلاف هناك محتدم حول موضوعين رئيسين هما استعادة المدن الواقعة تحت سيطرة ميلشيات الحوثي وتسليم السلاح الثقيل للدولة ! والجنوب بمنأى عن هذا الجدل لا توجد فيه مدن تحت سيطرة الحوثي وليس طرفا في معركة توزيع السلاح في الشمال ومكان حفظه .. هكذا فهمنا من الفقرة التي نطق بها المبعوث الأممي بن الشيخ التي دعا فيها لوضع تصور كامل لمستقبل الجنوب والحوار مع قيادته.. كلام إيجابي ولكن الحقيقة التي غابت بن الشيخ ان الجنوب المشغول بالقضاء على التنظيمات الارهابية التي زرعها جناحين من أجنحة الصراع على طاولة الكويت في محاولة يائسة للإخلال بالحقيقة الجنوبية والحيلولة دون انتقال القضية لمرحلة متقدمة. سيضع تصوره الكامل بنفسه ولن ينتظر من فرقاء الطاولة شيء بعد غزوهم الأول والثاني .. وما نجاح المقاومة الجنوبية في عدن من تطهير العاصمة كاملة من جماعات التطرف ثم الانتقال الى محافظة لحج والانتصار هناك .. ثم زنجبار وما بعد زنجبار كلها تحركات في سياق عملية مؤجلة منذ يوليو الماضي لإتمام تطهير الجنوب من تلك الجماعات المزروعة كالطاعون.. وخطوات عملية للدفع بالجنوب وقضيته إلى الطاولة الاقليمية والدولية .. لا طاولة فرقاء المشكلة وافقهم المسدود.. المعركة الفاصلة .. عدنوحضرموت جناحي الطائر الجنوبي .. والقيادة الموحدة رأسه .. أن معركة حضرموت تكتسب أهمية استراتيجية وبعد سياسي عميق .. كونها الجزء الأكبر من الجغرافيا والعمق الثقافي ومصدر التنمية, وعند تحرير عدن في يوليو الماضي ولغاية اليوم واجهت القضية الجنوبية صعوبات في طرحها فرغم تحرير عدنولحج وابين .. لم يكن من المنطق الحديث عن جغرافيا سياسية غير متكاملة، وطالما اشرنا ان الجنوب لن يطرح على الطاولة الإقليمية والدولية كموضوع رئيسي الا بعد تحرير مصدر الثقل الاقتصادي والاجتماعي في حضرموت .. ولن يتمكن من الطيران الا برأس.. وفي الختام .. وحن ننتظر بشارات انتصارات حضرموت .. عين ترقب تحركات بعض الشرفاء من اخذوا على عاتقهم شرف المحاولة الأخيرة لتشكيل قيادة جنوبية جديدة وموحدة لا تحمل أي من أمراض الماضي وأوجاعه .. سائلين الله لجنودنا النصر ولسياسيينا التوفيق .. *- محمد بن ماضي – كاتب ومحلل سياسي