جذر القضية الوطنية الجنوبية يعود الى فجر الاستقلال الوطني الذي جاء بطريقة معقدة كنتيجة لظروف سادت المنطقة برمتها خلال ستينات القرن الماضي الذي كان مشحونا بالحماس الثوري والقومي والانقسامات العربية - العربية التي اوجدها الانقلاب العسكري في صنعاء 1962م وظهور مصطلح المسالة اليمنية لحل التنازع بين الجمهوريين والملكيين 'وهو الآمر الذي القى بظلاله الداكنة على قضية الجنوب العربي التي اصدرت فيها الاممالمتحدة عدة قرارات منذ عام 1960 وحتى عام 1967م قضت باستقلال ووحدة الجنوب العربي من سلطنة المهرة شرقا الى المندب غربا ومن البحر العربي وخليج عدن وجزيرة سقطرة جنوبا الى اليمن والسعودية شمالا.. ان العالم اليوم وهو يقف امام اوضاع اليمن ومسألته في التنازع على السلطة بين اطرافه في الشرعية وفي الانقلابيين وهي اطراف متفقة على دفن قضية الجنوب العربي في معالجة تنازعها على السلطة بشكل مثير للاستغراب والتعجب.. فالقضية الجنوبية لاعلاقة لها بتنازع تلك الاطراف على السلطة الذي حدث منذ عام 2011م بثورة التغيير 'وانما هي قضية جنوبية بكل سماتها وخصائصها ووضعها القانوني والسياسي المختلف تتمثل في اعلان وحدة مايو 1990م بين دولة الجنوب ودولة الشمال في الجهوية اليمانية الكبيرة الذي انقلبت عليه عام 1994م كل تلك الاطراف المتنازعه اليوم وشنت حربها في 27 ابريل 1994م على الجنوب ملغية كافة الاتفاقيات الوحدوية التي ابرمت منذ عام 1972م وحتى اعلان قيامها واحتلت الجنوب في 7/7/1994م متحدية لقرارات وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والاممالمتحدة وفرضت احتلالها بقوة الدبابات والطائرات والصواريخ واعتبرت كل تلك الاطراف انها فتحت الجنوب "دار الكفر" وتغنمت كافة ممتلكات شعب الجنوب ودفعت ابناءه وكوادره الى البطالة والتهميش ومارست اسوأ انواع الاحتلال الاستيطاني في تاريخ البشرية . لقد كان الاحتلال اليمني محل رفض شعب الجنوب العربي منذ اول وهله للاحتلال وتعاظم الرفض حتى خرج بسيول شعبيه جارفة في الداخل وفي الشتات رافضا للاحتلال اليمني مطالبا باستعادة دولة الجنوب بهويتها العربية بعد فشل مشروع اعلان الوحدة في الجمهوية اليمنية بين الدولتين. ومع الاسف ظل الاشقاء العرب يتفرجون على المجازر البشرية التي كانت ترتكبها قوات الاحتلال اليمني ضد شعب الجنوب الاعزل حتى كررت تلك الاطراف المتصارعة غزوها للجنوب مرة ثانية في حرب شاملة عام2015 مستعينة بتحالفاتها مع ايران لاحكام السيطرة على الجنوب وعلى الممرات الدولية لخنق دول الجوار في الجزيرة والخليج وهو الخطر الذي استدركته دول التحالف العربي وتدخلت بضرباتها الجوية التي كانت عونا لشعب الجنوب العربي وحراكه الجنوبي الذي انصهروا جميعا كمقاومة وطنية متحالفة مع الاشقاء العرب ووقفت سدا منيعا دون تحقيق هدف المشروع التوسعي الايراني في منطقة الجزيرة والخليج العربي انطلاقا من ارض الجنوب العربي. ن أي محاولات لفرض حلول عنوة او بالاحتيال للقضية الجنوبية لاتلبي حل القضية من جذورها المتمثل في مطالب شعب الجنوب بقيام دولة الجنوب العربي الفيدرالية كاملة الاستقلال والسيادة وعلى كامل حدودها الدولية المعروفة لن يتحقق الامن والاستقرار في اليمن والجنوب العربي معا' بله والمنطقة برمتها .. اذ ليس هناك من حل بعد كل تلك المجازر البشرية ضد شعب الجنوب والتي مازالت مستمرة باسم داعش والقاعدة الممولة من قبل اطراف الصراع معا' والدمار الكامل للبنية التحتية في الجنوب والصراع المستمر على مدى 23 سنة ' غير حل الدولتين في العربية اليمنية وفي الجنوب العربي كما كان وضعهما السيادي قبل اعلان وحدة مايو 1990م فبهذا الحل العادل يمكن بناء جسور جديدة وعلاقات مقبولة في نطاق منظومة العلاقات العربية والدولية لتحقيق الامن والاستقرار في البلدين الجارين وحفظ امن واستقرار المنطقة برمتها وهذا مايجب ان تصارح به دول التحالف الشرعية والانقلابيين بكل شفافيه وحزم وبدون محاباه على حساب الحق. *علي محمد السليماني* 24/12/2016