لا يزال القيادي الجنوبي بجاش الاغبري حبيس سجن المنصورة المركزي بمحافظة عدنجنوب البلاد بدون اي مسوغ قانوني او تهمة جنائية. ورفض وزير الداخلية الدكتور اللواء عبد القادر قحطان توجيهات رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بالافراج عن الاغبري الذي يطلق عليه "عميد الاسرى الجنوبيين"، فيما رفضت ادارة سجن المنصورة توجيهات وكيل النيابة الجزائية المتخصصة بمحافظة عدن اواخر يناير الماضي بالافراج الفوري عن بجاش محمد الاغبري تنفيذا لتوجيهات الرئيس هادي. واعتقل بجاش الاغبري في الخامس من اكتوبر 2012م بعد كمين نصب له من قبل احدى الالوية المدرعة بحسب مصدر مقرب منه. وقال المصدر لوكالة "خبر" للانباء ان اعتقال الاغبري جاء على خلفية قيامه بتوزيع اراضي تقدر بالهكتارات على مواطنين يملكون صكوك ملكية تعود الى الثمانينات دون اخذ اي شبر واحد لنفسه .. مشيرا الى ان تلك الارض الممتدة من البساتين وحتى صبر مرورا بمنطقة الرباط بسط عليها قائد الفرقة الاولى مدرع المنحلة اللواء علي محسن الاحمر وعسكريون تابعون له. وافاد المصدر المقرب ان اللواء الاحمر وجه قيادة اللواء 31 مدرع باعتقال بجاش الاغبري فتم اقتحام الفندق الذي كان يقطن فيه بمحافظة عدن واعتقاله مع الشيخ ياسر العزيبي الذي كان معه انذاك وتحديدا مع دخول ظلام الليل.. لافتا الى ان رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي والنائب العام وجها بالافراج الفوري عنه في حال عدم ثبوت اي تهم عليه ولكن وزير الداخلية اكد انه لا يستطيع التنفيذ لاتهام الاغبري بالتخابر مع ايران. واكد المصدر انه لم يتم توجيه اي تهمة الى الاغبري حتى الان او تقديمه لاي محاكمة .. مضيفا انه عند اعتقاله في منتصف تسعينيات القرن الماضي وجهت له تهمة محددة وتمت محاكمته وايداعه السجن حتى وان كانت صورية فقد ادت غرضها. كما اكد المصدر ان ما يقوم به اللواء الاحمر الان من بذل جهود لاستمرار حبس الاغبري ياتي في اطار انتقامه لقيام الاخير منعه من الدخول على وزير الدفاع في دولة الوحدة هيثم قاسم اثناء ما كان مديرا لمكتبه. ويروي المصدر القصة قائلا : قبل عقدين من الزمان لم يسمح لوزير الدفاع في اول حكومة بعد الوحدة هيثم قاسم الدخول الى مقر الفرقة الاولى مدرع بتوجيهات من اللواء علي محسن الاحمر، وحين جاء محسن الى مكتب وزير الدفاع منعه الاغبري الذي كان يشغل منصب مدير عام المكتب انذاك من الدخول دون استئذان في تحدي لاول مرة يحصل مع المنشق. المصدر المقرب الذي تحتفظ الوكالة بهويته قال ان هذا الحادث علق في ذهن اللواء فبذل قصارى جهده للزج بالاغبري السجن خاصة بعد تشكيله لحركة موج لتحرير الجنوب عقب حرب صيف 1994 التي كان اللواء بطلها بامتياز والتي راى اللواء انها تهمة سيلقى عليها الاغبري الحكم بالاعدام، غير ان المحكمة خففت الحكم الى السجن المؤبد وافرج عنه بعد وساطة بذلها عميد الاسرى اللبنانيين سمير القنطار رفيق نضاله في لبنان في ثمانينات القرن الماضي فتم اطلاق سراحه في مارس 2011م. ووجه هادي قبل اكثر من شهر بالافراج عن 22 معتقل جنوبي بينهم بجاش الاغبري الذي اطلق عليه عميد الاسرى الجنوبيين لطول الفترة التي قضاها في المعتقلات الشمالية، فهو قضى معظم سنوات الوحدة مسجونا اولا لحبه لوطنه الجنوب ودفاعه المستميت عنه وثانيا لحقد اللواء الاحمر الذي يسيطر الان على حبسه ويلغي اي قرارات تقضي بالافراج عنه حتى وان كانت من رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة والامن المشير عبدربه منصور هادي.