يعد قرار الوحدة بين دولتين وشعبين من اخطر القرارات التي لايجب ان ينفرد بها زعيم اوحزب او دولة دون اشراك مختلف القوى السياسية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني في كل دولة على حدة وافساح المجال امام مختلف الرؤى والافكار المؤيدة والمعارضة وعرضها من خلال وسائل الاعلام على الشعب ليقول كلمته في مصيره ومصالحه ومصير ومصالح اجياله الصاعدة والقادمة باعتبارها صاحبة حق اصيل في الحفاظ على الوطن، ليكون الجميع امام خيارات المفاضلة بين الوحدة ورفضها وفقا للمصالح .. والوحدة اليمنية لم تطرح على شعب الجنوب وقواه الوطنية المختلفة بصورة واضحة لمناقشتها وتوضيح المزايا والفوائد والسلبيات والخسائر كما لم يتم استفتاء الشعب الجنوبي عليها ، وتم اعلانها بطريقة عاطفية عام1990م وفشلت خلال الثلاث السنوات الاولى من عمر اعلانها وانتهت بشن القوى الشمالية الحرب على الجنوب عام1994 .. والغريب ان نفس القوى الشمالية التي شنت الحرب على الجنوب والغت اتفاقيات الوحدة هي نفسها اليوم تتغنى زلفا بها وتتباكى عليها وهي من قتلها في مهدها وحولتها الى احتلال همجي عنصري متخلف، وهذه القوى اثبتت التجارب المريرة انها ليست مهتمة بالشعبين في الجنوب وفي اليمن او مهتمة بالوحدة وانما تلك القوى الشمالية في الحقيقة لاتريد وحدة وانما تريد توسيع املاكها لمصالح جديدة في الجنوب.. وهنا تكمن المشكلة والماساة فلابد من ردع تلك القوى الشمالية المتسترة بالطائفية والتطرف الديني والمذهبي والعرقي واحالتها للتقاعد والبحث عن قوى عقلانية في اليمن قوى ترعى مصالح شعبها وتتخلى عن اطماعها التوسعية.. والبحث عن قوى جنوبية عقلانية ،واعية ومقتدرة تعالج قضية الجنوب التي يعود جذرها الى 1967 وتبني دولته المستقلة الفيدرالية الراشدة بهوية الجنوب الوطنية ..وغير هذا ديمومة الازمات والصراعات والحروب وعدم الاستقرار والمزيد من الفقر والجوع والمأسي في البلديه الجارين والشقيقين، اليمن والجنوب.
