وجه أحد أبناء مدينة عدن ومثقفيها رسالة إلى رئيس الشرعية اليمنية في المهجر قائلا في مستهلها أبعث لك برسالة من تلك المدينة التي لولا الله ثم شجاعة ابناء عدن لما كنت تهنئ وتنعم اليوم بكرسيك، ولكنت اليوم هاربا مطرودا تتسول اللجوء السياسي في دول الجوار. وقال الكاتب السياسي العدني الشاب "ياسر علي" في رسالته التي حصل موقع "شبوه برس" على نسخة منها ويعيد نشرها : أما بعد: يقول الحق عز وجل: ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ) أنا المواطن ياسر علي أحد أبناء عدن، أبعث لك برسالة من تلك المدينة التي لولا الله وشجاعة ابناءها لما كنت تهنئ وتنعم اليوم بكرسيك، ولكنت اليوم هاربا مطرودا تتسول اللجوء السياسي في دول الجوار.
سأخبرك بما تتغافل عنه: بين آونة واخرى تتفشى الامراض والأوبئة طولاً وعرضا لتقضي على الالاف من الأطفال والنساء في بلادنا .. الخبر السار لك ايها الرئيس انه ليس من ضمن الموتى أحد اقربائك .. ولكني سأزف لك الخبر السيء أن كل من مات بهذه الامراض سيقف حجيجك يوم القيامة وسيمسك بتلابيبك ويقول للحق عز وجل: يارب اقتص لي من هذا فلقد ضيع الامانة ..
حينما تصحو من نومك يا هادي وقبل ان تشرب كوب الشاي الخاص بك .. حتى "تصحصح" اعلم أنه في ساعات نومك يموت ويقتل العشرات في طول البلاد وعرضها .. احدهم بسبب فقره، والاخر بسبب مرضه .. والبعض بسبب انقطاع الكهرباء .. والبعض يموت لأنه اختار ان يدافع عن بلاده .. والأكيد أنك لا تكلف نفسك حتى بمعرفة عدد من مات، ناهيك عن معرفة اسماءهم .. آه نسيت بأنك حتى لا تهتم للأحياء منهم ..
هل تعلم أن هناك بقعة جغرافية اسمها "حجور" استنجدك اهلها شيوخها صغارها ونساؤها، ولم تجد منك الا الخذلان، أوكلت أمرهم الى عجوز خرف يتربح من بيع دماءهم، وهاهم اليوم يقتلون ويشردون تحت سمعك وبصرك.
أود أن أعلمك بأن طريقاً يدعى العبر لا يتجاوز الكيلوهات تسلب فيه أرواح العائدين الى وطنهم بالرغم من وجود آلاف القوات من حولهم .. وفوق كل ذلك تسرق المليارات يوميا من هذا المعبر دون توفير اي حماية عسكرية او تأمين للمسافرين ..
سأخبرك بما لا تعرف - او لعلك تعرف ولكنك عاجز عن القيام بأي شيء - شيوخ وكهول في عدن يقفون طوابير لاستلام معاشات لاتكفيهم لعشرة ايام .. هؤلاء الكهول هم اهل الفضل في جعل عدن مدينة بحجم الوطن عمروها وافنوا حياتهم كلها في جعلها عاصمة لتأتي أنت وتتسول المكوث فيها لأيام ..
سأوقظك من سباتك الذي طال يا هادي وانت تتقلب في الفرش الوثيرة وهواء المكيفات الباردة بينما تنسلخ جلود اهلنا واخواننا في عدن دون ان تحرك ساكنا .. آه نسيت أنك ستستشيط غضبا لو انطفأت كهرباء القصر ولو لدقائق .. فنومك أيها الرئيس نوم مقدس فهو يعينك على القيام بمهامك .
يا هادي هل بلغك صراخ الجرحى في المستشفيات وهم ينتظرون ان تتعطف عليهم وتمنحهم مصاريف علاجهم!! هل تفحصت وجوه الناس المثقلة بالهموم جراء فشلك في انتشالهم من سوء هذه الاوضاع ..
لن اعيَّرك بفشلك في مهامك، فالامر ليس بجديد عليك، لأنني أعتقد أنك نجحت في مهامك الاساسية التي اوكلها لك ولي نعمتك "عفاش" وصادف هوى في قلبك المريض .. من انتهازية وجشع .. نعم انت ناجح وبجدارة .. وملايينك التي تتكاثر في حساباتك البنكية هي شهادات هذا التفوق الكبير ..
ياهادي ... أعتذر على ازعاجك وسط مهامك العظيمة او حتى تعكير صفوك لكني اجدني مضطر ان ابلغك بأن هناك بشرٌ في عدن وكل الجنوب واليمن هم عندي أغلى منك كثيرا يعانون ويتألمون ويرفعون أكفهم الى رب السماء حتى يقتص منك ومن امثالك ..
