لابد أن ندرك أن حوار جدة وما تنج عنه من اتفاقية في الرياض هي بمثابة بوابة فتحت للمجلس الإنتقالي الجنوبي للإنطلاق إلى العالم الخارجي للحصول على كامل استحقاقاته السياسية فليست هذه هي نهاية العمل السياسي بل هي بدايته الفعلية إذ يعد التوقيع على إتفاق الرياض بحد ذاته نقله نوعية في مسار #القضية_الجنوبية حيث انتقلت من قضية حقوقية تناقش على ضمن هامش القضايا الداخلية إلى قضية سياسية تناقش على الطاولات السياسية للدول المؤثرة في القرار الدولي فقد استطاع المجلس الإنتقالي الجنوبي أن يوصل صوته للمجتمع الدولي ويكسر كل تلك الحواجز التي صنعتها حكومة الوحدة طيلة ربع قرن لحجب الصوت الجنوبي
إضافة إلى ذلك فإن قبول المجلس الإنتقالي الجنوبي للجلوس على طاولة الحوار السياسي وصبره على تحمل تلك العراقيل التي اختلقتها الشرعية وتجاوزها بسلام يعد أيضاً نجاح للمجلس في العمل السياسي من خلال هذه المرونة السياسية التي امتلكها الإنتقالي مما جعله محل إرتياح واطمئنان للدول الراعية للحوار وهذا ما لم تحققه غيره من المكونات التي لم تطرق ابواب العمل السياسي بل اقتصرت على المهرجانات الثورية
وإذا دققنا النظر في البنود الواردة في الإتفاق و قرأنا ما هو بين السطور نجد أنها شددت على تصحيح مسار البوصلة العسكرية للقوات الشمالية وإعادة توجيهها إلى جبهات القتال مع الحوثي و بذلك حافظنا على سلامة الأراضي الجنوبية من أي اقتتال مستقبلاً
كما أن مشاركة الإنتقالي في الحكومة و إعادة ترتيب وتموضع القوات الجنوبية التابعة له يعد شرعنة كاملة لها وبذلك ستسقط عنها صفة الملشنة والخروج عن القانون وهي تلك الصفة التي كانت الشرعية تتغنى بها إعلامياً
كما أن هذه القوات الجنوبية التي سيعاد ترتيب تموضعها الميداني هي من ستمتلك الحق في حماية وتأمين وسلامة الأراضي الجنوبية
كما أن الإتفاقية حرصت على استبعاد مسؤولي الشرعية من المرحلة القادمة والذين تسببوا في تصعيد الموقف خلال الأحداث التي حصلت في الأشهر الماضية مما سيزيل أسباب التوتر في مجال العمل الإداري المستقبلي
و تؤكد الإتفاقية على الإلتزام بالكفاءة عند اختيار الوزراء وجدية العمل في الجانب الإقتصادي والخدماتي مما سيعطي بعداً إيجابياً ينعكس على سير عمل الوزارات مستقبلاً كما سيعيد الهدوء إلى عموم المحافظات الجنوبية وبالأخص العاصمة عدن مما سيجعل الأنظار تتجه نحو الإعمار والبناء وتوفير الخدمات التي يحتاجها المواطن وكذلك التهيئة لمراحل قادمة واستحقاقات سياسية للجنوب في المستقبل القريب
ختاماً أبارك ما جاء في هذه الإتفاقية وأشكر فريق الوفد المفاوض وفي مقدمته الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي على ما قاموا به من دور تمثل في الوصول لهذه المرحلة المشرفة
وكذلك الشكر موصول لكل القائمين على انجاح هذا الحوار و الإشراف على سير مراحله متمنياً فتح صفحة جديدة وإبداء الجدية في العمل على تطبيق ما جاء في بنود هذا الإتفاق.