يلاحظ من دراسة الحالة الاقتصادية لكل دولة من الدول العربية أن هذه الدول جميعا عليها ديون لدول أخرى بما فيها الدول الغنية بالنفط . مما يعني أن الملكية ستتحول من المديون إلى الدائن ويجري من خلال هذه العملية تركيز هائل للملكية في أيدي عدد من البنوك العالمية ، التي تتحكم في الاحتياطي الفدرالي الأمريكي . وهذه البنوك ستتركز الملكية في ايديها مجانا ، بعد أن طبعت دولارات من الهواء ، كأعظم عملية احتيال في تاريخ البشرية .
صحيح أن هناك دول عظمى عليها ديون لدول أخرى كامريكا مثلا لكن بإمكان الولاياتالمتحدةالأمريكية رفض سداد ديونها ، كما اقترح بعض الأعضاء البارزين في الكونغرس الأمريكي بالفعل عدم سداد ديون الولاياتالمتحدة للصين . لكن من غير الممكن أن يرفض العرب تسديد ديونهم لأمريكا .
إذن كيف سيسدد العرب ديونهم ؟ سيكون على شكل حتمية القبول بصفقة القرن ، او التبعية والعمالة الخالصة ، كاشتراط المقرضون الدوليون على لبنان طرد حزب الله من الحكومة مقابل إقراض لبنان . لا أعتقد أن الدائنين سيشطبون ديونهم على العرب دون أن يحصلوا على مقابل ذلك . لكن الحقيقة الواضحة وضوح الشمس الآن ، هي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأوربية العظمى تطبع النقود من الهواء ، وتقرضها للحكومات العربية ، التي سوف تضطر مستقبلا سداد هذه الديون بأصول حقيقية ، من الودائع الذهبية أو حقول النفط ، أو الثقافة الوطنية ، أو المقدسات الدينية أو الأرض . ولن يكون بإمكان هذه الحكومات العربية ساعتها الاعتراض على الولاياتالمتحدةالأمريكية أو الدول الأوروبية العظمى والدول المتحالفة معها كإسرائيل مثلا مما يعني إحتلال الدول العربية إحتلال مباشر أو غير مباشر مقابل بعضا من ورق البنكنوت .