أن ما يربط الجنوبيون بالمملكة العربية السعودية ، هي المصالح الاستراتيجية المشتركة ، المتمثلة في إسقاط المشروع الإيراني ، ومكافحة الإرهاب ، والتكامل الاقتصادي ، والعمق الاستراتيجي المتبادل بين الطرفين ، هذه المصالح يجب أن يفهمها الجنوبيون والسعوديين ، وإن لا يساوموا عليها لأي أسباب كانت ، لأن المساومة عليها تعتبر تهديد للأمن القومي لكلا منهما . على الجنوبيين أن لا ينجروا ، وراء ما تقوله القنوات الفضائية والكتاب والصحفيين السعوديين ، الذين يسيئون للقضية الجنوبية ، وحتى وراء القرارات السعودية التي تكون ضد الهدف الاستراتيجي لشعب الجنوب ، والذي يتمثل في استعادة الجنوب وبناء دولة مدنية ديمقراطية فيدرالية فيه ، ليردوا بردود أفعال لا تخدم هدفهم الاستراتيجي ، وإنما عليهم أن يلوذوا بالصمت ، وإن يرفضوا أي خطوة سعودية تهدف إلى المساومة على هدفهم الاستراتيجي ، مهما كانت ردة فعل الجانب السعودي .
إن الواجب على الجنوبيين أن يقنعوا السعوديين أن ضمان بقاء المصالح الاستراتيجية المشتركة بين الجنوبيين والسعوديين ، هو فك الارتباط بين الجنوب والجمهورية العربية اليمنية ، ما لم فإن هذه المصالح ستظل مهدده ، مما يعني عدم وجود إستقرار في منطقة شبه الجزيرة العربية بشكل عام ، وفي اعتقادي أن السعوديين لا يمكن أن يسعوا إلى تخريب بيتهم بأيديهم ، وهذا ما سيحصل في حالة عدم فك إرتباط الجنوب بالجمهورية العربية اليمنية ، واتحدى كل مراكز الفكر والبحوث والدراسات والمخابرات أن تثبت عكس ذلك .
