تسعى تركيا اليوم إلى محاولة استعادة مجدها العالمي على حساب الوطن العربي كله، إذ ترى ب1ن مجدها لن يتحقق إلا من خلال السيطرة الوطن العربي كله ولذلك حاولوا التغلغل إلى 1عماقه عبر بواباته الثلاث الشرقية والشمالية والغربية : في كل من العراق وسوريا وليبيا وبعد 1ن فشلوا قرروا الاتجاه جنوبا ولاسيما بعد 1ن استنتجوا ب1ن الهيمنة على الوطن العربي مرهونة بالهيمنة على الخليج العربي و1ن الهيمنة على الخليج مرهونة بالهيمنة على الجنوب العربي، ولهذا تحرك المشروع التركي في الجنوب بشكل علني عبر حزب الإصلاح الإخواني الذي اختطف شرعية الرئيس هادي ووظفها لصالح المشروع التركي وبتواطؤ من قبل ال1خوان المسلمين في المملكة الذين يحاولون توظيف الحكم لصالح المشروع التركي كما يعمل الشيعة في إخضاع الوطن العربي لصالح المشروع الإيراني وما حدث اليوم من ترويجات كاذبة من قبل قناة الحدث ضد المشروع الجنوبي إلا خير دليل على ذلك . وإدراكا لمخاطر المشروع التركي وتوظفه للتجاذبات الدولية والاستقطابات الإقليمية و1ثر انعكاساتها السلبية على الجنوب والخليج والوطن العربي يخشى الجنوبيون في هذه ال1ثناء بالذات من التدخل التركي تجاه الجنوب والتغلغل عبره إلى العمق العربي .
وما يعزز من القلق الجنوبي استغلال تركيا لحالة الوهن العربي بفعل الدمار الذي خلفه الإرهاب الإخواني المدعوم من قبل تركيا ذاتها. ونتيجة لما يقوم به ال1تراك من مقايضات إقليمية ودولية قد تسهل من توغلهم جنوبا بهدف إسقاط الخليج من الجنوب والوطن العربي من الخليج نبه المجلس الانتقالي حلفائنا في التحالف العربي من مخاطر المشروع التركي، ومخططات تحقيقه بالوسائل الآتية : ال1ولى وتكمن في التدخل المباشر لبسط السيطرة الكاملة على ال1مة العربية بالقوة العسكرية التركية كما حدث في العراق وسوريا وليبيا . والثانية وتتمثل في التدخل الغير مباشرة في الوطن العربي من خلال تمكين حزب ال1خوان الإرهابي من السيطرة على الحكم بهدف إقلاق ال1من والسلم الدوليين كما هو الحال في المملكة وكما حدث في مصر 1يام الرئيس مرسي الإخواني مما يؤدي بالدول الكبرى إلى استخدام القوة لتدمير الدول العربية بهدف القضاء على الإرهاب وحينها يتمكن ال1تراك عبر ال1خوان من السيطرة على الوطن العربي كله. والثالثة : وهي ال1خطر وتتمثل في التدخل المباشر وغير المباشر كما هو الحال في التدخل التركي في الجنوب .
وبفعل هذه الاستراتيجية التركية الخطرة شعر العرب والجنوبيون بالذات ب1ن ما تبذله الدبلوماسية التركية من جهود مكثفة وخادعة على المستوى الدولي والإقليمي والعربي يشكل خطرا حقيقيا يتوجب التصدي له وإفشاله .
ورغم تحذيرات ال1صوات الحرة في الغرب من خطورة السياسة التركية على مصالح بلدانهم تفنن ال0تراك في مخادعة الغرب في كل من 1ميركا وبريطانيا وفرنسا بهدف جذبهم إلى ترويجاتهم البرجماتية على حساب العرب من خلال إيهام الغرب ب1ن المشروع التركي لصالحهم، و1ن تركيا الجديدة لا تشكل خطرا عليهم كونها دولة علمانية وما استخدامها للدين عبر منظومة ال1خوان الملغومة بالإرهاب إلا وسيلة بهدف إخضاع العرب والمسلمين عبر ال1خوان للنظام العالمي الجديد، 1و تفجيرهم بلغم ال1خوان الإرهابي بحجة مكافحة الإرهاب، وهو ال1مر الذي بد1جليا في المواقف الغربية الغامضة والمبهمة من قبل حلفاء التحالف العربي، ولاسيما 1ميركا وبريطانيا وفرنسا، إذ اتضح ذلك من خلال تغاضيهم المخجل إزاء التدخل التركي في الوطن العربي بشكل عام وفي الجنوب بشكل خاص .
وعلى المستوى الإقليمي انفضحت عورة المشروع التركي من خلال توافقه مع المشروع الإيراني لتقاسم الوطن العربي بين الشيعة وال1خوان بما يؤكد زيف الصراع بينهما وحقيقة الشراكة المفضوحة كما هو الحال في التوافق بين الحوثيين وحزب الإصلاح الإخواني ضد المشروع الجنوبي المقاوم للإرهاب .
وعلى المستوى العربي اشتغلت الدبلوماسية التركية على آلية حلفائها ال0خوان المعارضين والباطنيين والحاكمين على حساب سيادة 0وطانهم العربية مما جعلهم يقفون حجر عثرة 1مام المشروع العربي، وهذا ما يحدث اليوم في 1غلب الدول العربية باستثناء دولتي الإمارات ومصر العربية المشهود لهما في التصدي لمشروع ال1خوان الإرهابي بكل قوة كما تقفا اليوم بإيجابية ضد التدخل التركي في الوطن العربي بشكل عام وفي الجنوب بشكل خاص بعكس الموقف السلبي للمملكة نتيجة لتغلغل تيار ال1خوان المسلمين في مفاصلها السلطوية المعرقلة لتيار الحداثة العربية الذي يتبناه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، إذ يعمل تيار الإخوان وبوضوح ضد المشروع العربي عامة وضد المشروع الجنوبي خاصة ولاسيما دعمهم السخي لحزب الإصلاح الإخواني وتشجيعه على تسليم المناطق التي سيطر عليها في نهم والجوف وم1رب للحوثيين، وحرف مسار الحرب بشكل مفضوح ومخجل إلى الجنوب المحرر ، وحين شعروا بهزيمة قوات الاحتلال اليمني للجنوب بقيادة حزب الإصلاح ال1خواني المرابطة في شقرة من قبل القوات الجنوبية المسلحة سارعت المملكة إلى توقيف الحرب والدعوة إلى حوار مفتوح وطويل ومبهم بين الانتقالي وشرعية الوهم الإخوانية بهدف إعادة ترتيب ال1وضاع لصالح حزب الإرهاب الإصلاحي من خلال إتاحت الفرصة للتدخل التركي في الجنوب وتمكينه من دعم قوات الإصلاح بالقوى الإرهابية من القاعدة وداعش ومدهم بالمال والسلاح بدلا من إجتثاثهم حفاظا على ال1من والسلم الدوليين في باب المندب .
و1مام هذا المشهد التراجيدي المحزن والخطير على مصالح كل قوى السلام الداخلية والخارجية سيكون لزاما على الشعب الجنوبي 1ن يمارس ضغطه على المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس والقائد ال1على للقوات المسلحة وال1من الجنوبي بضرورة الاستعانة بروسيا والصين بهدف وقف التدخل التركي في الجنوب حفاظا على مصالح كل قوى السلام الجنوبية واليمنية والعربية والإقليمية والدولية من خلال حماية باب المندب والخليج والوطن العربي من الإرهاب الإخواني التركي .
وقبل اتخاذه لهذه الخطوة الاستراتيجية ينبغي على الشعب الجنوبي توجيه نداءات عاجلة إلى شعوب كل القوى المشاركة والمتغاضية والصامتة عن التدخل التركي في الجنوب ودعوتها للضغط على حكوماتها للتخلي عن مواقفها الداعمة للتدخل التركي في الجنوب والطامح إلى تمكين الإرهاب من الهيمنة على باب المندب بهدف تهديد المصالح العالمية وتوظيف ذلك لخدمة المشروع التركي . ف1ن لقيت هذه النداءات الموجهة من قبل الشعب الجنوبي بكل نخبه ومثقفيه ومفكريه المقاومين للإرهاب والموجهة إلى شعوب كل القوى التي تدعم تدخل تركيا في الجنوب نتائج إيجابية ينبغي العمل على تعزيزها وصولا إلى وقف التدخل التركي في الجنوب . و1ن لم ت1ت بنتائج إيجابية سيكون شعب الجنوب حينها قد 1دى ال1مانة ولا عتب عليه 1ن دفعته ضرورة الحفاظ على مشروعه السيادي المقاوم للإرهاب إلى الضغط على المجلس الانتقالي بهدف إجباره على ضرورة الاستعانة بالقوة العظمى في كل من روسيا والصين لتوقيف التدخل التركي ليس من باب الدفاع عن الجنوب والخليج والوطن العربي من المشروع الإرهابي التركي فحسب بل ولإنقاذ ال1من والسلم الدوليين من مخاطر الإرهاب التركي الإخواني في 1هم موقع استراتيجي متحكم بمستقبل ومصير النظام العالمي القادم .