حينما ذهب الانتقالي إلى مشاورات اتفاق الرياض كان لديه ذريعة أن الاتفاق إجرائي والانتقالي يفاوض وهو ليس جزء من الشرعية. الآن اصبح الانتقالي جزء اصيل من شرعية "جمهورية الوحدة اليمنية" التي سطر في ادبياته وشعاراته إنها انتهت. ودعونا نذهب لتحليل تشكيلة المجلس الرئاسي التي أعلنت من ثمانية اعضاء وماذا يترتب عليها: اولا: أربعة اعضاء شماليين 3 مؤتمر شعبي رشاد العليمي وطارق صالح وعثمان مجلي وواحد مشتبه بين الاصلاح والمؤتمر وهو العرادة . ثانيا: التشكيلة الشمالية جمعت الخضرمة "الخبث" السياسي ممثلة برشاد العليمي، والقوة القبلية العرادة ومجلي، والقوة العسكرية وجميعهم عسكريين. ثالثا: والأهم قد يبدو في الظاهر انهم فرقاء إلا فيما يخص الجنوب والوحدة كخط أحمر فأنهم متحدون. رابعا: التشكيلة الجنوبية 2 من الاعضاء عيدروس الزبيدي وأبو زرعة المحرمي"سلفي" يمثلون المجلس الانتقالي ويمكن ان يصنفو مع قضية استقلال الجنوب، واقول "يمكن" لأن هذه الخطوة بإندغامهم في حكومة الجمهورية اليمنية قد نقضوا ميثاق المعلن لمجلسهم. وعضوان آخران أحدهم عبدالله العليمي اصلاحي متعصب لتوجهات حزبه، والآخر فرج البحسني شخص رمادي لا موقف له. وبذلك فان المجموعة الجنوبية في المجلس الرئاسي داخلة كفرقاء ممزقين منذ البداية ولا اظن الاختيار هذا جاء عفوي. خامسا: رئاسة الجمهورية انتقلت فعليا إلى رشاد العليمي اي رئيس الجمهورية الجديد هو شمالي مؤتمري. ويعتبر بحكم منصبه كرئيس مرجعية للمجلس وصوته المرجح حين التصويت حسب المادة "ك" في قرار التنازل من عبد ربه . سادسا: هذا المجلس "الوحدوي" الشمالي الجنوبي يحكم الجنوب فقط، أما الشمال فيحكمه الحوثي وهذا يعني ان القوى الشمالية مازالت هي من تحكم الجنوب والشمال. سابعا وهو الأهم: هذه القرارات هي من أجل الذهاب للتفاوض مع الحوثي الذي فاز بالغنيمة كلها منذ قرارا مؤتمر التشاور فتح المطار وإدخال السفن الخ. فيما يهم الجنوب وقضية شعبه فان مسار التفاوض مع الحوثيون وبإضافتهم إلى طاولة المفاوضات سيمنح الشمال ثلثين بثلث ضد الجنوب. وفي الاخير هي إعادة تدوير لنفس الادوات ولنفس الازمات والصراع! ) وقضي الأمر الذي فيه تستفتيان) غير ان حقوق الشعوب لا تموت ولن تسقط بالتقادم، للجنوب شعب وتضحيات هي الضمان، ولأوجاع الشمال كذلك شعب سيصحو يوما.
