في القرن الخامس عشر نشطت الدول الاستعمارية باتجاه الجزيرة والخليج مما ولد خوفا لدى دولة الخلافة الإسلامية على الحرمين الشريفين سيما أنهم تمكنوا من القبض على جاسوسين برتغاليين من داخل الحرم المكي الشريف (ومن اتقان تخفيهما واجادتهما للغة العربية) لم يتمكنوا من التأكد من شخصيتيهما غير (من الختان).. فأرسلت دولة الخلافة الإسلامية سليمان باشا وفيضي باشا لتقييم وضع الإقليمين الزيدي الاعلى والشافعي الاسفل لمعرفة إلى أي مدى سيكون منهما نفعا في التصدي للغزو الاستعماري وتشكيل حاجز دفاعي عن الحرمين الشريفين وعاد الرجلان إلى الأستانة (طبعا قبل نخر الدونمة لدولة الخلافة) وأخبرا الخليفة ان تلك المنطقة لانفع فيها للاسلام والمسلمين واوصوا بضرورة وحدة سلطنات الجنوب العربي ودعم قدراتها الدفاعية فكان له ما اراد حيث ارسلت دولة الخلافة أسلحة مختلفة ومدربين إلى سلطنة الكثيري (السلطان بدر بو طويرق) الذي قام بتوحيد سلطنات الجنوب العربي وتسليح جيش جنوبي منها تصدى للغزو الفرنسي والهولندي والبرتغالي. لكن امام صنعاء لعب دورا تخريبيا في القرن السابع عشر بإثارة الانقسامات داخل الأسرة السلطانية الكثيرية وأوجد المشاكل والمشاحنات التي هيأت المسرح للتدخل الزيدي بغزو المنطقة الشرقية من الجنوب العربي وعملوا فيها سلبا وقتلا ونهبا تحت شعار ( كفار بالتأويل). وهكذا عاود الغزاة الاستعماريون غزو المنطقة فغزت البرتغال دول عمان والخليج والشحر وعدن وبسبب تلك الانقسامات التي اثارها أمام اليمن واضعفت دور الجنوب العربي تعرضت المنطقة للاستعمار .. اليوم نفس المشهد الامامي تتمثله عصابات اليمن بإثارة الانقسامات في الجنوب ومحاولة اضعافه بعد أن يأست من ديمومة احتلالها له لذا تعمل حاليا على تمزيق وحدته الوطنية والجغرافية تمهيدا لإضعافه وإضعاف دوره في الدفاع عن ثغور العرب الجنوبية الغربية من الجزيرة العربية بهدف تعطيل دوره الاسلامي واتخاذه مركز متقدم لغزو الحرمين الشريفين موظفة ادوات محلية لذلك الهدف الرخيص لتلك العصابات البمنية وباذن الله ستفشل كما فشلت كل المؤامرات السابقة سيما منذ ستينات القرن الماضي. .الباحث/علي محمد السليماني 11يونيو2023