ستنتهي المباحثات الحوثية السعودية في الرياض إلى الاتفاق على حل القضايا الإنسانية.... رواتب طرقات..... وخلافه ، بينما سترحل مواضيع الحل النهائي إلى مرحلة مقبلة ، و هذه الصيغة هي تقريباً التي يجمع كثير من المراقبين على أنها ستكون الشكل النهائي للمشاورات الجارية . ................................................... مرحلة الحل النهائي : سيكون الوصول إلى مرحلة الحل النهائي و إخضاع المجلس الانتقالي وشركاؤه الجنوبيين للجلوس على طاولة محادثاته، مرهوناً بقدرة الشركاء الجدد على كسر صمود الجنوبيين أمام تفاهمات صنعاءوالرياض وتطبيقات هذه التفاهمات على الأرض . حيث ستشتد الضغوطات السعودية وستصل إلى مرحلة كسر العظم، فالمتوقع أن تستمر مواصلة فرض حظر التصدير الذي تفرضه قوات الحوثيين، وهذه المرة سيكون بإسناد وتغطية الحليف الجديد للحوثيين، و هو أمر يرجح ما كان بعض المراقبين يرجونه من أن الهجمات الحوثية السابقة على مرافئ التصدير قد تكون إنما حدثت مع غض نظر من التحالف. ................................................. مابعد محادثات الرياض : ستفضي هذه المفاوضات مثل ما أسلفنا إلى وضع حلول للقضايا الإنسانية، الاشكالية في ان هذه الحلول ستعتمد على تمويل ثروات الجنوب لها، وهو أمر لا يرفض حصوله الا المجلس الانتقالي، حيث يصر على رفض محاصصة من قاتلهم باعتبارهم محتلين حيث سيحصل الجنوبيون على أقل من الخمس من ناتج عمليات التصدير على إثر تسويات الرياض، الأمر الذي سيرتب على الانتقالي التعاطي مع مرحلة حصار اقتصادي وتصعيد دولي ضده بعرقلة الحل السلمي النهائي للحرب في المنطقة. كما يتوقع زيادة نشاط الجماعات الراديكالية، والاستمرار في انتاج مكونات يفترض داعموها أنها ستقلص من نفوذ المجلس الانتقالي ومن سلطته وشعبيته على الأرض. ................................................. موقف المجلس الانتقالي من خلال قراءة المشهد وتداعياته فالذي يظهر جلياً أن المجلس الانتقالي والقوى الحليفة معه سيستمر في رفض أي صيغة اتفاق تؤدي إلى محاصصة الثروات الجنوبية ، و مما يدعم هذا الاستنتاج مؤشرات منها :- - بيان الانتقالي الأخير الذي أعاد الترحيب بالمبادرة السعودية للسلام التي عقدت في مارس 2021م في رسالة ضمنية للنأي بالنفس عن المحادثات الحالية . - استمرار ترتيبات التوقيع مع الشركة الإماراتية التي ستعني فصلاً أكثر عن سلطة صنعاء وحرماناً أكثر للموارد التي تصل صنعاء . وهذا الرفض سينعكس أثره بالسلب على الاقتصاد بشكل عام ، مما يتحتم على الانتقالي القيام بترتيبات اقتصادية يلمس أثرها المواطن على الأرض وهو ما يعتبر تحدياً كبيراً وعقبة ليست بالهينة ربما سيصعب على الانتقالي تجاوزها .