والجنوب ينحدر إلى هاوية المجاعة كان لابد لأي جنوبي ان يرفع صوته في وجه قيادات فاشلة فرضت عليه في وقت كان قراره ليس بيده. المجاعة تتوسع رقعتها والخدمات شبه معدومة والأمن أصبح تحت الصفر وبدأت تعود الجاهلية القبلية والقتل والثأر بين القبائل.. وشعب الجنوب منتظر تلك القيادات ان تأتي له بدولة نظام وقانون!!. ومن البديهي انه عندما يعود الرجل إلى بيته خالي الوفاض لايملك قوت يوم أسرته سيلعن تلك القيادات الفاشلة التي اوصلته إلى ذلك الحال، ويلعن من نصبهم وعينهم ووظفهم. في حقيقة الأمر أن الوضع في الجنوب بدأ يخرج عن السيطرة، وأن البركان المنتظر سيحرق الجميع وسيبدأ بالقيادات البليدة الفاشلة التي إستمرأت العيش الرغيد في فلل خمس نجوم هي وأسرها في عواصم الإقليم على حساب هذا الشعب المنكوب.
نقول اليوم ونرفع الصوت: قد وصل السيل الزبى وبلغت القلوب الحناجر غيضاً وكمداً من هذا الوضع المزري، ونقول لهم ان شعب الجنوب لم يعد يقبل بيع الوهم والكذب، ولن يقبل بعد اليوم اختلاط الألوان! فإما ابيض وأما أسود. شعب الجنوب قدم فلذات كبده من أجل عيش كريم ودولة ذات سيادة، ليس من أجل فلل ورواتب ونثريات وسيارات فارهة وقصور أمراء وملوك. شعب الجنوب يقول وبأعلى صوت اما انقذوه من ماهو فيه او تنحوا جانباً قبل أن ينحيكم ويتخلص منكم كما تخلص من غيركم قبلكم. الوقت يمضي سريعاً والجمر بدأ يتّقد تحت الرماد، فلا يغركم صبر هذا الشعب أو نفاق فئة تابعة لكم عاشت على الفتات ولايهمها الا ماتقبضه نهاية كل شهر ثمنا لدماء رجال الجنوب. نقول لكم اما كونوا رجالا واستعيدوا قراركم وسيادة الجنوب التي رهنتوها بثمن بخس أو انتظروا ما يسوؤكم، فوالله الذي لا إله إلا هو أن الجوع بلغ بالناس كل مبلغ وإن أسر كثيرة تكتفي بوجبة واحدة في اليوم! (وجبة واحدة في ال 24 ساعة)! ونحن نعرف ذلك جيداً لأننا نشاهد مظاهر الفقر، لكنكم لا ترون ذلك ولا تشعرون به!! فكيف لمن يعيش أولاده في الخارج وراتبه بالدولار أو الدرهم ان يحس بمعاناة الناس في الجنوب؟؟. هذه الرسالة موجهة إلى قيادة المجلس الإنتقالي نقولها بصوت عالي: اننا صبرنا صبر أيوب وللصبر حدود فإما كونوا رجال أو تنحوا جانباً فقد صبر شعب الجنوب على وهمكم كثيراً ولم يعد في جعبتكم ماتكذبون به عليه لأنه عرف الحقيقة التي كنتم تستترون خلفها وترمون فشلكم على حكومة (الشر/عية)! الجنوب بأيديكم وتحت حكمكم وموارده يحصلها موظفوكم وأمنه بأيدي جنودكم فعلى من تكذبون؟؟ كذلك التحالف الذي لانعفيه من مسئوليته فيما يخص حياة المواطن الجنوبي المعيشية، لأن دخوله الحرب وتواجده على أرض الجنوب يلزمه اخلاقيا وموجب القوانين الدولية السارية. إما استعادة الدولة الجنوبية فإننا متأكدين ان التحالف لا يستطيع منحنا دولة ولن يفعلها حتى لو كان الأمر بيده، هذا أمر واضح وجلي بعد أن كسد سوق بيع الوهم . إنما شعب الجنوب لن يفرط في استعادة استقلاله ودولته التي بذل في سبيلها الغالي والنفيس وإن طال الوقت، ونتمنى ان يساعدنا في تحقيق ذلك المتغيرات الدولية الحاصلة اليوم، بعد أن يأسنا من وعود عرقوب. ونقول أيضآ لتلك القيادات ان تجربة الإدارة الذاتية التي الغيتوها لا نريد تكرارها لأنها فضحتكم وعرتكم أمام الشعب. الشعب يريد خدمات، والشعب يريد انتشال من براثن المجاعة، والشعب يريد قيادة تعيش معه، تحس بآلامه وتشعر بأناته، تتوجع لوجعه وتمرض لمرضه. فإن كنتوا قدها نفذوا، وأن لم تكونوا قدها فتواروا واختفوا فإن باطن الأرض خيرا لكم من ظاهرها. بدون تحية ولا سلام
