استراتيجيا الممرات والمضايق الدولية ليست مجالا للعبث، فثمة حروب شنت من أجل حرية الملاحة في هذه المجالات الحيوية ، كمثال حرب 67 التي شنتها اسرائيل على بضعة دول عربية إثر إغلاق المضايق (تيران) من قبل جمهورية مصر العربية . *- شبوة برس – أمجد الرامي اليوم يتكرر الأمر من قبل السلطات المسيطرة في صنعاء ممثلة بالحوثيين ، حيث تمارس هذه السلطة فعلين عسكريين كبيرين ... الأول : استهداف دولة إسرائيل صاروخيا وبالمسيرات . والثاني : عرقلة سير الملاحة الدولية في البحر الأحمر . ............ وهنا قد يستغرب بعض المتابعين ردة الفعل الامريكية الإسرائيلية ضد هذا التصعيد حيث اتسمت بالتراخي، وعدم الحزم ضد هذه التحركات ، لكن لهذا التراخي مبرراته والتي يمكن بسطها على النحو التالي : اولاً الموقف الامريكي : 1- الخوف من تمدد رقعة الحرب . 2- الخوف من اعتبارها شريكه رسميا لإسرائيل حيث يمكن الملاحظة انها طلبت عملا دوليا لمكافحه التدخلات البحرية الحوثية ولم تقم بذلك وحدها مع قدرتها على القيام بها منفردة . 3- الطلب السعودي بعدم التدخل الأمريكي ...................... ثانيا سبب الطلب السعودي : 1- تحرص السعودية على اتمام السلام في المنطقة بحسب طريقتها الماضية فيها ، حيث تحاول أن تنتهي الى تسليم الأزمة للجهات الدولية ونفض يدها عنها . 2- حرصها على عدم اثارة الحوثيين وايران حيث قد تصبح السعودية هدفا مرة اخرى للاستهدافات الإيرانية و الحوثية والجماعات الشيعية العراقية . ............. ثالثاً : الموقف الاسرائيلي : كانت اسرائيل تتغاضى الى حد كبير عن العمليات التي تشن ضدها من بالمسيرات والصواريخ ، وذلك لأثرها شبه المنعدم عليها ، ولكن بعد أن تحول الاثر العسكري إلى عرقلة سير الملاحة الدولية ، بدأ التململ الاسرائيلي قويا ، وأخذت تمارس الضغط على الامريكان بالتحرك ، بل ان بعض قطعها البحرية كالبارجة (سعير) تحركت نحو جنوبالبحر الاحمر ، لكن من المتوقع أن يبقى تدخلها محصورا بفاعلية التحشيد الدولي البحري في المنطقة .