نشر مايكل روبين، الزميل الأول في معهد "أميركان إنتربرايز" والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط، تحليلاً عبر موقع منتدى الشرق الأوسط، يسلط فيه الضوء على ما وصفه ب"القيود التي تفرضها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً" كعقبة أمام سياسات فعّالة للتصدي للحوثيين وإعادة الاستقرار في البلاد، والسياسات الأمريكية تجاه الوضع في اليمن التي وصفها ب "المتناقضة". وجاء في التحليل أن القوى الدولية، بما في ذلك الولاياتالمتحدة وبريطانيا، تتجاهل التعقيدات الواقعية التي تحكم اليمن، مما يعقد جهود حل النزاع.
وأشار روبين إلى الضربات الجوية التي نفذتها القوات الأمريكية والبريطانية على مخازن أسلحة للحوثيين في صنعاء ومحيطها في 10 نوفمبر 2024، والتي قال إنها تأتي في إطار السعي "لتحجيم ترسانة الحوثيين." ورغم أهمية هذه الضربات على الصعيد العسكري، يرى روبين أن "فشل واشنطن ولندن في معالجة قضايا الحكم في اليمن بواقعية يمثل عقبة مستمرة".
وركز روبين في تحليله على الوضع في جنوباليمن، حيث يشير إلى المجلس الانتقالي الجنوبي كأحد الأطراف الأكثر كفاءة في إدارة الأراضي الخاضعة له. وقال روبين في المقال: "المجلس الانتقالي الجنوبي هو المجموعة الأكثر احترافية، وهو الوحيد الذي لا يسيطر فقط على أراضٍ، بل يديرها بفعالية كدولة". وأضاف أنه إذا ما اعترفت الولاياتالمتحدة أو المملكة المتحدةبجنوباليمن كدولة مستقلة، فإنه "سيتحول إلى كيان مستقل أكثر استقراراً من اليمن ككل".
كما تحدث روبين عن التحديات التي تواجهها الحكومة اليمنية الحالية، بما في ذلك هيكلية مجلس القيادة الرئاسي الذي يرأسه رشاد العليمي ويضم ممثلين عن فصائل متعددة. وأشار إلى أن هذه الهيكلية تعكس السعي لتحقيق وحدة شاملة، إلا أن روبين حذّر من أن "الحكومة الموسعة لا تحقق السلام في العادة، لأنها تجمع أطرافاً متضاربة المصالح"،مضيفاً: "هل يمكن لواشنطن أن تعمل بكفاءة لو تقاسم دونالد ترامب وهيلاري كلينتون السلطة؟ أو لو كان راند بول وأنتوني فاوتشي في مكتب مشترك؟"
وانتقد روبين أيضاً الدعم الذي يقدمه بعض الجهات الدولية لجماعات مثل حزب الإصلاح، الذي يعد جناح الإخوان المسلمين في اليمن، في حين يتورط الحزب في أنشطة "إرهابية". وأورد روبين مثالاً حديثاً على ذلك، بالإشارة إلى فرض وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على حميد الأحمر، رجل الأعمال وعضو حزب الإصلاح، بسبب دعمه لحركة حماس.
وأشار إلى تناقض السياسية الأمريكية في هذا الأمر "إذ تعترف إدارة بايدن بارتباط حزب الإصلاح بالإرهاب. ومن ناحية أخرى، تساعد جماعات تمولها الولاياتالمتحدة مثل المعهد الديمقراطي الوطني حزب الإصلاح في جهوده الرامية إلى تقويض الحكم والمجتمع المدني في جنوباليمن".
في ختام تحليله، دعا روبين الإدارة الأمريكية إلى إعادة تقييم سياستها تجاه اليمن، مؤكداً على ضرورة "التركيز على الأطراف التي تسيطر على الأرض فعلياً بدلاً من أولئك الذين يجلسون في مقاهي إسطنبول ويحلمون بالسلطة".