في عالم يموج بالتحولات والصراعات السياسية، تقف تهامة كرمزٍ شامخٍ للحق المسلوب والنضال المتجدد. تهامة ليست مجرد أرض أو حدود مرسومة على خرائط المصالح الدولية، بل هي روح نابضة وصرخة خالدة في وجه الظلم والاستبداد. إنها قضية تتجاوز الزمن والجغرافيا، ومعركة تختزل قيم الصمود والكفاح في مواجهة محاولات الاقصاء والطمس والتهميش. تهامة اليوم ليست عبئًا على أحد، لكنها أيضًا لن تكون هامشًا في حسابات الآخرين. من يظن أن تهامة ستظل كما أرادوها: منكسرة ومستضعفة، فهو لا يعرف تاريخها ولا يدرك معدن أبنائها. ومن يتخيل أن التهاميين يمكن أن يُسكتوا عن حقهم، فهو لا يعرف أن تهامة هي أصل الصمود، هي الحكاية التي لا تُروى إلا بنهايتها التي يصنعها أبناؤها الأحرار.
تهامة... الأرض التي لا تعرف الانكسار
في قلب التاريخ، وفي كل زاوية من تهامة، تتردد أصوات أجدادنا الأحرار، أصوات لا تزال تنادي أبناءها اليوم: "لا تنحنوا، فأنتم أبناء الأرض، أنتم أصل المجد، وحراس الهوية." تهامة ليست مجرد أرض؛ إنها روح تسري في عروقنا، إرث نعتز به، وحق لن يُنتزع منا إلا إذا قررنا أن نستسلم، وتهامة لا تعرف الاستسلام.
أيها التهاميون، اليوم يومكم، والغد ملك أيديكم.
لنكن صادقين مع أنفسنا: قضيتنا ليست بحاجة لمن يمنحها شرعية، فنحن أصحاب الحق. ليست بحاجة لمن يتفضل علينا بحل، فالحل بأيدينا. اليوم، العالم من حولنا يتغير، ونحن أمام فرصة لا تُعوَّض؛ فرصة لأن نعيد كتابة التاريخ، ليس كضحايا أو مستضعفين، بل كأبطال يصنعون مصيرهم بأيديهم.
هل تذكرون تلك الأيام المظلمة التي أرادوا فيها طمس تهامة؟
أرادوا أن نكون هامشًا في قصة ليست قصتنا، لكنهم نسوا أن تهامة ليست مجرد سطر في تاريخ اليمن؛ تهامة هي الأصل، هي البداية، وهي الحكاية التي لن تكتمل إلا بنهايتها التي نختارها نحن.
يا أبناء تهامة، لا تستمعوا لمن يقول إنكم ضعفاء، ولا تنخدعوا بمن يزين لكم الاستسلام.
ضعوا أيديكم على قلوبكم، واسألوا أنفسكم: كيف يمكن لأمة أن تُقهر إذا آمنت بعدالة قضيتها؟ كيف يمكن لشعب أن يُهزم إذا كان يعرف أن كرامته فوق كل اعتبار؟
لا تتركوا أحدًا يُثنيكم عن حقكم. لا تسمحوا لأحد أن يقول إن تهامة ستبقى كما هي.
من قال إننا عاجزون؟ من قال إننا ضعفاء؟ تهامة ليست أرض العبيد كما يحاولون تصويرها، بل هي موطن الأحرار. هنا ولدنا، وهنا سنبني مجدنا.
كل ما نحتاجه اليوم هو التنظيم... هو الوحدة... هو الإيمان.
إذا توحدنا، لن يقف أمامنا أحد.
إذا نظمنا صفوفنا، سنجعل العالم يصغي إلينا.
إذا آمنا بحقنا، فسننتزعه مهما طال الزمن.
أيها التهاميون، العالم حولنا مليء بالتحديات، لكنه أيضًا مليء بالفرص.
نحن لسنا بحاجة إلى انتظار إذن من أحد لنطالب بحقنا. لسنا بحاجة لأن نُقنع الجميع بعدالة قضيتنا، فنحن نعرفها، ونعيشها، ونناضل من أجلها.
اليوم نواجه لحظة الحقيقة:
سنصنع تهامة التي نحلم بها، أو نتركها في أيدي من لا يستحقونها.
سنقف شامخين، أو ننحني ونقبل أن نكون أتباعًا.
لكننا، نحن أبناء تهامة، نعرف الإجابة. نعرف أن الكرامة أغلى من الحياة، وأن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع.
أيها التهاميون، انظروا حولكم.
انظروا إلى كل شبر من أرضكم التي تنتظر من يعيد إليها مجدها.
استمعوا إلى أصوات أجدادكم الذين قاوموا الظلم بكل ما أوتوا من قوة.
اشعروا بصرخات الأرض وهي تقول لكم: "قوموا! الوقت الآن أو لا وقت أبدًا!"
اليوم يومكم، والغد ملككم، إذا قررتم أن تأخذوه. لا تخافوا من المواجهة، فالظلم أضعف مما تتخيلون. لا تترددوا، فالحق معكم، والحق لا يُهزم أبدًا.
تهامة ستعود ستنتصر ... لكن لن تعود إلا بأيديكم. قوموا، نظموا صفوفكم، واجعلوا العالم يشهد أن تهامة ليست قصة من الماضي، بل هي مستقبل سيُكتب بعرقكم، وكفاحكم، وإصراركم.