العقل البشري هبة الله ميز الله سبحانه وتعالى الإنسان عن بقية الحيوانات بان منحه (عقل) يفكر به ويهتدي بواسطته للطريق الصحيح، ولولا هذا العقل لأصبح الإنسان حيوان ناطق يأكل كما تأكل الأنعام ويتكاثر كما تتكاثر. والعقل نعمة من الله لا نستطيع شكرها، وهذه النعمة (العقل) لا نشاهدها لأن ليس لها جسد ولا روح! انما نعرفها بأفعال صاحبها كيف يعيش وكيف يفكر. في وقتنا الحاضر يتعرض العقل البشري إلى "إرهاب" متعمد وتغييب قسري وتهميش وإلهاء يدار بوسائط متعددة منها إهمال التعليم و إفشاء الانحلال الأخلاقي، لكن أهمها الغزو الفكري بالتكنولوجيا التي استطاعوا بواسطتها تحييد العقل والاعتماد على تلك الوسائل من أجل تمرير مشاريع ومؤامرات وفرض امر واقع يقيد الإنسان و يحوله إلى آله تنفذ ما يطلب منها بعد تغييب عقله. بعدها يتم تزييف وتحريف التاريخ وتشويه الحاضر والمستقبل كما نشاهده الآن .
الإعلام المضلل بدأ التضليل مع بداية إنتشار التقنية ووصولها إلى كل بيت! وصرفت اهتمام الأسرة إلى متابعة المسلسلات الهابطة والاغاني الماجنة والبرامج التافهة لأن الشركات الكبرى والاستخبارات العالمية سخرت كل إمكانياتها في سبيل إخضاع العقل البشري لما تمليه عليه على مدار الثانية عبر وسائل التضليل المختلفة (فضائيات، إذاعات، صحافة مكتوبة، صحافة إلكترونية، مواقع تواصل) كل هذه الأسلحة وجه للعقل حتى سيطرت عليه تماماً، وهذا لا يحتاج إلى برهان! فقط اجلس انت واسرتك الصغيرة وراقب تصرفاتهم بصمت !!! تجد كل شخص مشغول بهاتفه النقال يعيش في عالم وهمي كما رسموه له، ولا يحس بمن حوله.
الذكاء الصناعي الثورة المعلوماتية وصلت إلى منافسة الإنسان في تفكيره فهو لم يعد ذلك الكائن الذكي بل ألة تتلقى المعلومات من برامج (الذكاء الصناعي) التي لايمكن للعقل البشري السيطرة عليها في المستقبل بعد ان سيطرت عليه واستعمرته. الحضارة الزائفة يقول المدافعون عن الحضارة أن هذه العناصر سبب تقدم البشرية وأنها الحضارة بذاتها، لا ننكر ذلك.. التقدم العلمي التكنولوجي مهم جدا لحياة البشر.. لكن مالم يقولوه لنا كيف وصل الغرب الى هذه الحضارة التي نراها أمامنا؟ الحقيقة أن الحضارة الغربية قامت على إبادة شعوب كاملة ومسحها من على على خريطة العالم.. (قد ينكرون هذه الحقيقة لكنها تظل حقيقة) . في القرن الخامس عشر قتلت ماتسمى (الحضارة الغربية) حوالي 60 مليون إنسان في أوروبا وحدها، كانوا يشكلون (20%) من سكان الأرض.
لماذا يتم تغييب العقل وتهميشه؟ كما أشرنا سابق فإن وراء تهميش العقل سياسة عميقة تقف ورائها جهات عالمية نافذة تتحكم بما يدور في العالم، استطاعت غزو الفكر والسيطرة على عقول البشر. عند تغييب العقل ينعدم التفكير المنتج وتموت الإنتاجية الرائدة ويصبح المجتمع عبارة عن قطيع يسهل توجيهه وفق سياسة (مؤامرة) تلك القوى المتنفذة المسيطرة. مستقبلاً، كيف سيكون حال المجتمع البشري بعد تغييب العقل؟ لا نستطيع تصور شكل المجتمع البشري بعد السيطرة على تفكيره وتوجيهه وفق رؤية مسيطر عليها و مبرمجة مسبقاً، إلا انا نرى أن النجاح الذي حققته الشركات الحاكمة قد أتى أكله واستطاعت بمختلف الوسائل توجيه البشرية (القطيع) إلى الحظائر التي أعدت لها.
في الختام : فإن الكائن البشري كمفكر ومخترع قد أفل نجمه وانتهاء زمنه وحل محله الروبوت والذكاء الصناعي والحواسيب.. وأصبح من السهل تتبع هذا الكائن حيثما كان بوساطة (شريحة إلكترونية) مخفية داخل بطاقة الهوية مثله مثل بقر هولندا عندما كانوا يعلقون جهاز (البيجر) في رقابها لتتبعها في المراعي. مسكين هذا الكائن جنى على نفسه باختراع آلات تهدد كيانه وتحل محله وتحوله إلى حيوان يأكل ويشرب وينام. رحم الله اجدادنا عاشوا حياتهم البدائية على الفطرة التي فطروا عليها بعيدا عن حضارة اليوم الزائفة.