سجلت السعودية بصمة جديدة في اليمن المجاور الذي عادت إليه بقوة خلال الفترة القليلة الماضية، ونجحت في حل وإنهاء واحدة من أقدم قضاياها العالقة هناك، والمرتبطة بفرع تنظيم القاعدة في اليمن، الذي يشكل وجماعة الحوثيين، الخصمين اليمنيين الوحيدين للرياض. وفي عمل استخباراتي اعترفت به الرياض بشكل علني، وصل القنصل السعودي في عدن عبدالله الخالدي إلى المملكة، الاثنين، بعد أن أمضى ثلاث سنوات في الاحتجاز عند " القاعدة في جزيرة العرب"، وهو الفرع القوي للتنظيم الأكبر. وقالت وزارة الداخلية السعودية في بيان مقتضب، إن القنصل عبد الله الخالدي عاد إلى الرياض اليوم الاثنين بعد أن أطلق خاطفوه في اليمن سراحه، حيث أمضى ثلاث سنوات محتجزاً كرهينة نتيجة جهود مكثفة من رئاسة الاستخبارات العامة. ولم توضح الوزارة تفاصيل العملية، وما إذا كانت قد تمت بفدية مالية، أم عن طريق تحريره من خاطفيه بعملية استخباراتية فيما لو ثبتت فإنها تشكل إنجازاً ثانياً للمملكة التي نجحت قبل أيام فقط في إخراج الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من الإقامة الجبرية المفروضة عليه من جماعة الحوثيين. وقال مصدر دبلوماسي سعودي ل "إرم" معلقاً على الحدث الأبرز في المملكة حالياً، إن إطلاق سراح الخالدي تم على الأغلب بعملية نوعية للمخابرات السعودية، إذا لم يسبق للرياض أن تفاوضت مع التنظيم المتشدد الذي يكن العداء لحكام الرياض. وأضاف مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن الحفاوة الرسمية التي لقيها الخالدي لدى وصوله الرياض، والتي شملت حتى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، مؤشر آخر على أن المملكة أنجزت مهمة صعبة في اليمن، أكبر من دفع فدية لتحرير مخطوف. واستقبل ولي ولي العهد السعودي، ووزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف، الخالدي لدى نزوله من الطائرة في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، إضافة لوزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، وعدد آخر من كبار المسؤولين السعوديين، فيما أمر الملك سلمان بشراء منزل للقنصل الخالدي. وتقول تقارير متخصصة، إن السعودية من بين دول الخليج، تعرف اليمنيين بالأسماء، من خلال علاقة قديمة حرصت المملكة على الحفاظ عليها لتبقى موجودة في أدق أزقة مدن اليمن القديمة، وبين خيم القبائل القوية. وقال إعلامي يمني، معلقاً على العملية الناجحة، إن السعودية ماكانت لتنقل الرئيس هادي إلى مدينة عدن في جنوباليمن الذي يشكل معقلاً قوياً لتنظيم القاعدة، لو لم تكن واثقة من وجودها القوي هناك، والذي يضمن سلامة الرئيس من خصوم كثر. وأضاف متحدثاً ل "إرم" إن عدن التي نجح تنظيم القاعدة في خطف القنصل الخالدي منها في العام 2012، غير عدن اليوم، إنها عاصمة مؤقتة تكتسب شرعيتها من دعم خليجي حقق في أيام قليلة ما يحتاج إنجازه لسنوات.