أثار اختفاء قيادات الحراك الجنوبي في الداخل منذ اجتياح الحوثيين لعدن استغراب وتساؤلات في الشارع الجنوبي خصوصا مع دخول الجنوب مرحلة تضعه على مفترق طرق. ومنذ اجتياح الحوثيين عدن في مارس الماضي اختفى كبار قيادات الحراك من المشهد السياسي، بعد أن تعود الشارع الجنوبي ظهورهم وتنافسهم على البروز الإعلامي طيلة السنوات الماضية. وفي مقدمة الغائبين عن المشهد القيادي في الحراك الجنوبي الزعيم حسن باعوم ونجله فادي والقيادي ناصر الخبجي وأحمد بامعلم وناصر النوبة وشلال شايع وقاسم عسكر ومحمد علي أحمد وغيرهم كثير. وكانت قيادات حراكية تهدد قبل الاجتياح الحوثي بأشهر بحمل السلاح وبدء الكفاح المسلح لتحرير الجنوب، لكن الغريب أن تلك القيادات غابت عن المشهد تماما. وعلم " حضارم نت" من مصادر موثوقة أن بعض هذه القيادات يقيم في القاهرة وأخرى في بيروت وغيرها. وفيما يرى البعض أن اختفاء القيادات الحراكية يجعل الصوت الأعلى للمقاومة الشعبية ويسهم في توحيد صفها يرى آخرون أن اختفاء القيادات يعبر عن مدى استغلالهم للقضية الجنوبية والمتاجرة بها والتواري لحظة اشتداد المعارك. ويقول القيادي في حراك حضرموت " فؤاد راشد" في تصريح خاص ل " حضارم نت" إن قيادات الحراك في الجبهات بالتساوي مع شباب الجنوب ومنهم من استشهد ومنهم من جرح وإذا اختفت بعض أسماء فلا يعني تعميم الأمر . وأضاف الذين يقاتلون الآن في جبهات القتال الساخنة في عدن والضالع ولحج وأبين وشبوه هم الحراك الجنوبي إلى جانب جهات جنوبية متعددة لا ننكر دورها والعالم يشاهد المقاومين الجنوبيين وهم يقاتلون حاملين أعلام دولة الجنوب . من جهته يشير رئيس تحرير موقع "بوابة حضرموت" " محمد بلفقيه" إلى أن معظم القيادات المختفية بعد أحداث الحرب هي نفسها القيادات التي كانت تتصارع على المنصات والميكرفونات للظهور وخصوصا التي تنتمي لتيارات متصارعة كانت تتنافس على جلب أكبر عدد من الناس للانضمام في مكوناتها . ويضيف في حديثه ل"حضارم نت" وقت المكونات انتهى ولم يعد هناك دعم لتوسيع نشاط المكونات والقيادات وبقت قيادات الجنوب المخلصة في الميدان تحارب للدفاع عن شرف الجنوب . ويؤكد "بلفقيه" على أنه لا يمكن انكار حقيقة بعض المكونات الجنوبية التي كانت تتلقى دعم من إيران ولا يمكنها العمل في الوقت الحالي لصالح العدو، لأن ذلك سيتسبب لها بالأذى حسب قوله لذلك فضلت الصمت في الوقت الحالي وأخذ موقف الحياد. بدوره يقول الصحفي "عبدالرحمن بن عطية" إن قيادات الحراك كعادتها تخذل الجنوبيين، خذلتهم أثناء الثورة بكثرة شعاراتهم وخطاباتهم المفرغة من أي محتوى، وحين يحن الحنين تجدهم في منأى ومعزل عن شعب الجنوب". ويضيف " بن عطية " لعل في غيابهم فائدة وحكمة، لأنهم لو كانوا موجودين بين صفوف المقامة لما زادوها إلا خذلانا وتفرقة". وفضل "بن عطية اطلاق وصف " مقاولين" عن القيادات الغائبة بدلا عن "مناضلين" ، أما عن سبب اختفائهم فقال " اسألوا فنادق بيروتوالقاهرة لعلها تجيب على هذا السؤال" !! الناشط السياسي "أحمد جعفان الصبيحي" يرى أن الفجوة الكبيرة بين قيادات المكونات من جهة؛ وبين جماهيرها وقواعدها الشعبية من الجهة الأخرى ، فضلا عن تفكك وتشظي هذه الكيانات على مستوى قرارها وأدائها السياسي وهيكليتها الإدارية انعكس على مواقفها الموحدة وتنسيقاتها المشتركة على مستوى الفعل الإجرائي والنشاط الجماهيري". وتابع " يجب التفريق دائما بين الحراك كتيار سياسي والحراك كتيار جماهيري ، إذ أن الأخير منخرط وحاضر في معادلة الصراع القائمة شأنه في ذلك شأن عموم أبناء الشعب على اختلاف الخلفيات السياسية والمناطقية والفكرية والثقافية ، هو الأمر الذي منح كل هذا الزخم البطولي للمقاومة الشعبية في عدن خصوصا وبقية المحافظات عموما " وفيما تستمر المواجهات بعدن ولحج والضالع يظل الشارع الجنوبي منتظرا الإجابة عن سؤال : أين اختفت قيادات الحراك؟ ولعل تغيرات كبيرة في مستقبل الحراك سترسمها المقاومة حين تضع الحرب أوزارها.