ان من يتابع وضع قيادات المؤتمر وبعض الاعضاء فيه في محافظات الجنوب ، ويقف على وضعهم السياسي ومواقفهم بعد سقوط زعيمهم المخلوع من الحكم ، يجد انهم توجهوا الى صفوف الحراك الجنوبي بشكل علني وواضح للبعض وهم الاغلب ، وعلى شكل دعم سري ومتخفي من البعض الاخر ، وبإلقاء نظرة فاحصة على ذلك الامر نجد ان هناك اسباب دفعتهم الى ذلك منها : 1 – إثارة المشاكل ووضع العراقيل امام حكومة الوفاق الوطني ، التي يعتبرونها لا تمثلهم بل يرون فيها بديلا لهم ، فهم يعملون على افشالها ليل نهار بهدف ايصال رسالة للناس ان حكوماتهم السابقة هي الافضل . 2- عرقلة عمل الرئيس الشرعي المنتخب عبدربه منصور هادي ، وشغله عن تحقيق أي انجاز ، والهدف من ذلك اظهاره بمظهر الرئيس الضعيف الغير قادر على التغيير وتسيير امور البلاد ، واثبات عمليا للناس انه لا يستطيع على ادارة البلاد سواء زعيمهم المخلوع . 3- الانتقام من الثورة والثوار ، عن طريق اظهار ثورتهم في صورة مشوهة وناقصة ، وايجاد الاحباط لديهم ومحاولة تشويه بعض القوى المشاركة في الثورة واظهارها المستفيد الاول منها ، كون الثورة وقواها المختلفة هي من اسقط زعيمهم وافقدهم مصالحهم . 4- البحث عن المسؤولية والقيادة من جديد ، والعمل من الان على تصدر المشهد السياسي بثوب جديد وهو القضية الجنوبية ، وركوب موجتها بهدف ضمان مواقع قيادية مستقبلا ، بمعنى آخر بديل عن المؤتمر والحصول على مصالح شخصية فقدوها مع ثورة الشباب . لهذه الاسباب مجتمعه عند البعض ، ومتفرقة عند البعض الاخر ، هاجر المؤتمريون الى حضن الحراك لانهم وجودوا في الجنوب ارض خصبة لمشروعهم الجديد الاستغلالي ، واستغلوا نقمة ابناء الجنوب على الوضع والوحدة ، والمحير في الامر ان قيادات المؤتمر من ابناء الجنوب كان لهم دور كبير في تهميش الجنوب وابناءه ابان حكم المخلوع علي صالح ، بداية بالمشاركة في حرب 94م الظالمة على الجنوب ، بل قيادتها في كثير من المحاور والمناطق ، ونهب الاموال وسرقة مؤسسات الدولة حينها والبسط على الاراضي والانتقام من بعضهم بسب صراعات سابقة وخلافات مناطقية ، ومن ثم القبول بالتهميش للجنوب وابناءه وهم في مواقع علياء لنظام المخلوع ، فقد تم اقصاء ابناء الجنوب والمؤتمر الشعبي العام هو الحاكم والمتفرد بالحكم ويقوده حينها في مواقع قيادية كثير من ابناء الجنوب مثل : عبدالقادر باجمال ، علي مجور ، وعارف الزوكا، عبدالكريم شائف ، احمد بن دغر ، محمد العيدروس ، وكوادر كثيرة في المحافظات وهذا على سبيل المثال لا الحصر . والاغرب في الامر ، ان امر كهذا ينطلي على عامة الناس في الجنوب ، ويصدقون ان قيادات المؤتمر قد رجعت لرشدها وحبها للجنوب ، وكان الاحرى بهم ان يسألوا اين كانوا طوال الفترة السابقة ، وماذا قدموا للجنوب في فترة حكمهم ، وكيف لهم ان يخدموا الجنوب عندما فقدوا السلطة والقرار، وما هو سر ذلك وسوف يتضح انها مماحكات سياسية ومزايدات اعلامية ووسيلة تزلف جديدة لعهد جديد .