الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين . وبعد .. تحية وبعد لا ادري بأي كلمات ابدي رسالتي هذه إليك أبا الحكمة فانا أعدك من احكم الحكماء أم ابدأها بالبراهين العلمية فمنك ينهل العلم. أم بالنصيحة فأنت الناصح والمرشد .
أخي العزيز: فأنت المتعلم والمرشد الحكيم والناصح المربي ‘ وأنت ذو الرؤية الثاقبة الذي يعرف تاريخ الأمة منذ بعثة محمد صلى الله عليه وسلم إلى اليوم وبما فيه من عزة وريادة وقوة وقيادة وعدل وحرية ومساواة وبما فيه من ضعف وذل وخنوع وظلم وتعرف أسباب قوة الأمة وازدهارها وتقدمها في كل شي وتعرف أيضا أسباب ضعفها وتشتتها وتأخرها في كل شي منذ سقوط الخلافة الإسلامية وتقسيم الأمة التي كانت حدودها من أقصى إفريقيا إلى أقصى آسيا إلى عمق أوربا تقسمت إلى دويلات وممالك تأن تحت وطأت الاستعمار الصليبي الحاقد في حروب عقائدية بحتة حتى قزم عباد الصليب الأمة العظيمة بعدها انسحب ذلك المستعمر بعد إن وضع أنظمة تدين له بالولاء والتبعية فتقسمت دولة الإسلام العظيمة إلى ممالك ودويلات مفتتة متناحرة في ما بينها وتقسم الشعب الواحد ذو الرب الواحد والنبي الواحد والكتاب الواحد والدين الواحد والوطن الواحد واللسان الواحد والتاريخ الواحد تقسم إلى يسار ويمين شيوعي وراس مالي علماني وليبرالي ومتشدد ومعتدل ومنفتح ومنغلق و أوصولي ومتطرف وغيرها وأصبح العدو يقسمنا كيفما شاء وحسبما أراد وأصبحت الأمة تابعة لهم في كل شي تخبط في عشوائية لا تملك من أمرها شي وابسط مثال لو نزل سعر النفط أو الغاز أو الذهب في بورصة شينكاكو الامريكية لتهاوت أسعار نفطنا الذي ننتجه من تحت أقدامنا وفي باطن أرضنا إذن نحن لا نملك من امرنا شي والله كرمنا حين قال (كنتم خير امة أخرجت للناس)
أخي العزيز :وفي هذا الحاضر المرير الذي تنقاد فيه الأمة ولا تقود وتذل ولا ينتصر لها احد وجروحها تنزف ولا يضمدها احد .
فمن للقدس الذي يوشك إن ينهد فمن لمقابر الصحابة التابعين في القدس التي توشك إن تنبش من للمأسورين والمبعدين والمنفيين والمقهورين من للروهنقيا في بورما من للمسلمين في البلقان وكشمير وبنغلاديش وتايلاند والصين والنيبال وبوتان ومالي والسنغال وإثيوبيا ةالصومال والأمريكيتين والتمييز العنصري في أوربا .من للأمة المفتتة والمجزاة والمقسمة .
من لهذه الأمة التي تأن شعوبها تحت وطأت أنظمة تسيرها مخابرات الأعداء وحكام عبيدا للمناصب والكراسي وتركوا عدل عمر وانتصارات خالد ونخوة المعتصم وراء ظهورهم بعد إن غرسوا فينا الكراهية والضغائن والتمييز هذا يماني وهذا سعودي وهذا مصري وهذا سودني وهذا فلسطيني وهذا سوري هذا مواطن وهذا أجنبي وغيرها وتركوا عقيدتهم و مبادئ رسالة نبيهم الذي كلفوا بحملها وأمروا إن يبلغوها إلى جميع البشر في كل أصقاع الأرض لان الله لن يبعث نبيا بعد محمد صلى الله عليه وسلم. وأتباعه هم ورثت الأنبياء مكلفون بتبليغ لا إله إلا الله إلى كل من يجهلها . ولكن ورثت الأنبياء يتنافسون اليوم على الدنيا فاقبلوا بنهم على بنوك الربا و يتطاولون في بناء الأبراج الشاهقة وزخرف الدنيا وزينتها وتركوا ما خلقوا من اجله وتركوا سبب عزتهم ورفعتهم وصدق رسول الله حين قال(تعس عبد الدينار تعس عبد الخميصة تعس وأنتكس)وصدق حين قال (لا أخشى عليكم الفقر بعد اليوم ولكن أخشى أن تبسط عليك الدنيا كما بسطت على الذين من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم)
وفي هذا الواقع الأليم الذي نعيشه اليوم يبزغ فجر أمل حين انتفضت الشعوب على هذا الواقع. والتفت حول الدعاة والعلماء الساجدين الراكعين حفاظ كتاب الله الذين يحملون هم الأمة ويرفضون التبعية لغير محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يستمدون عزمهم وقوتهم من إيمانهم العميق بعودة الأمة إلى الريادة ويحملون مبادئ الإسلام وعقائده الخالدة التي تكفل الله عز وجل بنصر من يحملها والذين يوقنون أن الأمة لا تموت ولكن الله يرسل لها على راس كل مائة عام من يجدد لها أمر دينها أو كما قال عليه الصلاة والسلام والذين لا يؤمنون بالحدود والتفرقة بين المسلمين وبلدانهم . و هؤلاء الدعاة يحتاجون ألان إلى الرجال المخلصين ذوا البصائر والحكمة والنخوة الذين يغارون على حرمات الأمة ومقدساتها ولا أظنك إلا وحدا منهم الذين سيقيمون نور وعدل الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها ويعيدوا دولته التي حدودها أينما رفع الأذان وهويتها لا اله إلا الله محمد رسول الله مستمدين ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم (إن الله سيبلغ هذا الأمر بيت مدر أو وبر بعز عزيز أو بذل ذليل حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ) ..
وفي هذا الوقت الذي الإسلام بأمس الحاجة إلى أبنائه للالتفاف والتوحد ونبذ التفرقة والكراهية لمواجهة أعدائه .فإذا به يبرز من أبناء جلدتنا أصحاب المشاريع الصغيرة التي لا تستند إلى دوافع العقيدة ونصوص الشريعة فهناك من يدعو إلى فصل الدين عن الدولة بدواعي العولمة وهناك من يدعو إلى فك الارتباط بدواعي أكلوا ثروتنا وغيرهم, يبيعون دينهم بدنياهم , يريدون أن يجزوا المجزى ويفتتوا المفتت و يزرعون ثقافة الحقد والكراهية والحسد والبغضاء بين أخوة الأيمان أبناء اليمن الواحد ارض الإيمان والحكمة ارض المدد ارض نفس الرحمن قال صلى الله عليه وسلم (إن الله استقبل بي الشام وولى ظهري إلى اليمن وقال يا محمد إني جعلت لك ما تجاهك غيمة ورزقا و ما خلفك مددا) وقال أيضا(إني لا أجد نفس الرحمن من قبل اليمن)وغيرها أكثير من 62 حديث صحيح أختص بهم صلى الله عليه وسلم أهل اليمن .
و الحراكيون اليوم يقولون أننا ليس يمنيون إنهم ينفذون سياسة الاستعمار البريطاني قبل حوالي 150 عام وارجع إلى التاريخ ربما هم لا يعلمون ولكنهم يسيرون إلى ما لا يعلمون . ولماذا إعلام الحراك وإعلام المخلوع وإعلام الحوثي أتحدو على مهاجمة العلماء والدعاة الذين يسعون بكل إخلاص لرفع الأمة وتحقيق العدل و المساواة، ألم يسجل التاريخ إن من يحمل الحق ويدافع عنه يوصف بأبشع الأوصاف بكل بساطة (لا ترجم بالحجر إلا الشجرة المثمرة)
ولكن تذكر قبل حوالي1426سنة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبائل الأزد وحمير و مذحج وكندة و همدان وغيرها وهم خليط من جنوب و شمال اليمن والتفت إليهم صلى الله عليه وسلم وقال (أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا الإيمان يمان والحكمة يمانية).
أخي العزيز: إن عقيدة الإسلام لا تؤمن بالحدود الشطرية بين بلاد الإسلام هل كان قبل 150 عام شي اسمه المملكة السعودية أو الإمارات العربية أو الجمهورية اليمنية أو الجمهورية العراقية أو المملكة المغربية أو الهاشمية أو.أو.أو..... وغيرها
من جاء بها ما أصلها كله فتات من صنع الاستعمار ما انزل الله به من سلطان ولكن نحن أمة رسالة خالدة لن نظل قال صلى الله عليه وسلم (تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تظلوا بعدي كتاب الله وسنتي )
فنحن أتباع من أرسله الله رحمة للعالمين لسنا إتباع أشخاص بعينهم أو فكر بعينه لسنا إتباع حميد أو عبد المجيد أو عبد الملك أو زيد أو عبيد أو فلان أو علان.ولسنا دعاة دنيا كما يطلبها أصحاب الانفصال ولسنا دعاة تبعية كما يطلبها إتباع الحوثي الذين يقدسون الأشخاص ولسنا دعاة انقسام أو فرقة أو كراهية أو حقد أو مناطقية أو طائفية التي اجتمعت في دعاة فك الارتباط والحوثية نحن نحمل قوله تعالى(هذه أمتكم امة واحدة و أنا ربكم فعبدون)وقوله(هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فتقون) وقوله(إنما المؤمنون إخوة) وقوله صلى الله عليه وسم (مثل المؤمنون في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد...) وقوله (المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضها بعضا وشبك صلى الله عليه وسلم بين أصابعه).
أخي العزيز: نحن نحمل رسالة الإسلام في التآخي والتآلف و التآزر والتلاحم والوحدة و العدل والمساواة نحن أذلاء على المؤمنين أعزاء على الكافرين .لعلنا نكون من الذين يجددون للأمة أمر دينها . من يحمل هذا اللواء أتظن إن الله سيخذله.بل تأكد إن الله سيخذل أصحاب المشاريع الصغيرة الفارغة من أي محتوى الذين يضايقون العباد في مصادر رزقهم ويحرقون متاجرهم ويقطعون طرقهم ويلقون مبادئي الشريعة خلف ظهورهم الذين يخونون أمِة المساجد وحفاظ كتاب الله ويسبون العلماء هولا الذين سيبدد الله مشاريعهم وسيبطل مكايدهم بحوله وقوته.
مرة أخرى نحن نحمل مبادئ عظيمة وأخلاق سامية واثقون من نصر الله لان الله قال (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) وصدق عمر رضي الله عنه حين قال (لن يصلح أمر آخر الأمة إلا بما صلح أمر أولها)
أخي العزيز: أحمل هم الأمة واستمد قراراتك من نصوص شريعة الإسلام العظيمة الخالدة وأترك نزعة العصبية الجاهلية ولا تتبع نزعات العاطفة ومغريات الهواء .حكم العقل والمنطق كي لا تقع في الإثم و نزغات الشيطان فأنت مُلام أكثر من غيرك لأنك لست جاهلا فيظلل عليه ولست مادي حتى تطمع في دنيا زايلة .
وأعلم إن اليمن بخير وأبناءه في الجنوب بخير وان نقص عليهم شي من الدنيا فقد عوضهم الله بالإيمان والدين بعكس من أعطوا الدنيا فانسلخوا عن الدين ولا يعرفون من أمر أمتهم شي إلا من رحم ربي فهم كالأنعم بل أضل .وفي الأخير اسأل الله إن يديمك للإسلام عزا ويبقيك للأمة ذخرا و أن يمنن عليك بالصحة والعافية وان يهديك سواء السبيل انه ولي ذلك والقادر عليه.....
اللهم آآآآآآآمين
رسالة من محب إلى أعز من يحب ,أرجو إن تقبلها بصدر رحب وقلب منفتح وعقلا متفهم وأنت أهل ذلك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته