أيام معارك تحرير مديرية (بيحان) الجنوبية ضد الغزو الحوثي الصالحي , كان يوجه تساؤل لناشطي الحراك المجلس فيما بعد لماذا لا تتوجهون , وتحثون غيركم للمشاركة في تحريرها ضمن القوات المرابطة هناك بقياداتها الجنوبية ؟! . كانوا يردون بكل قوة وصفاقة : " القوات التي تحارب هناك ليست جنوبية خالصة , فيها أفراد من الشمال , وتتبع علي محسن من القيادة الشرعية ولا نأمن مكرهم بأبناء الجنوب " . ومثل ذلك كانوا يرددونه حول الجنوبيين المقاتلين في جبهات (تعز) الباسلة , وأنه كان أولى بهم القتال في جبهات جنوبية بدلا من الدفاع عن الشمال . وفجأة نجد المجلس الجنوبي محتضنا (طارق) الشمالي من قادة قوة الغزو , بمعية قوات شمالية من الحرس الجمهوري , ومنحهم معسكرا على أرض جنوبية . دافعا بشباب الجنوب للانضمام لقوته العسكرية , ومباركا خروجهم لتحرير الحديدة . نحن نفخر بكل من يجاهد لتحرير البلد من قوة الاحتلال الانقلابية أينما كان موقعه , داعين الله لهم الثبات وحسن الثواب . ولكن التساؤل المحير ! , ما هو الذي شقلب قناعة الأخوة الحراكيين عما كانوا يعتنقونه حول مشاركتهم معارك بيحانوتعز ؟! . فأصبحوا يباركون قتال أبناء الجنوب في الحديدة , ضمن قيادة وقوة شمالية وعلى أرض شمالية . وهم الذين كانت مثل هذه الآراء مرفوضة عندهم حتى على المستوى الاجتماعي , ويعدونها عقيدة لا يمكن المساس بها , ويعتبرون النقاش حول التساهل فيها خيانة للقضية , ناهيك عن التنازل عنها . فما الذي شقلب الميزان وشعبك البوصلة ؟!. وليس هذا فحسب , بل يدور اليوم في عقول الكثيرين عدة تساؤلات , حول شقلبة قناعات ثابتة , وشعبكة أهداف واضحة . يتساءلون أين تبخر كل شعار رفعناه ؟ , وكل هدف رسمناه ؟ . ألم نخرج ضد الفساد ؟! . فما بال قيادات تنغمس حتى شحمة أذنها فيه , وهم من كانوا يؤججون الحماس في كل مسيرة ومليونية ضد الفساد . ألم ننتفض ضد ما لحق بنا من الظلم والتهميش ؟. فما بالنا اليوم نشهد ظلما وعدوانا وقتلا من قوى ومليشيات جنوبية ضد مكونات وأفراد جنوبيين , ونرى تهميشا متعمدا وإقصاء مستفزا من مكونات سياسية وأمنية وعسكرية ضد أخرى جنوبية . ألم نضحي للخلاص من التبعية والمحسوبية ؟!. فما بالنا اليوم نعيش تبعية لدولة أخرى , نقتل , نعتقل , نخطف , نتمرد , ندمر , تبعا لمخططها وتنفيذا لسياستها وتحقيقا لمصلحتها , على حساب أهلنا وأرضنا . ونعايش محسوبية مناطقية شللية تمارسها على غيرها فئات جنوبية متنفذة أمنيا ومدعومة عسكريا . يتساءل الجنوبيون بقوة !! لماذا كل تصرفات المجلس وقواته , والدولة الراعية لهم .. تصب في تغيير قناعات الجماهير حول سقف مطالبهم , وتبديل تطلعات مستقبلهم ؟. للوصول بهم إلى القول .. إن كان هذا هو وضع الدولة المطلوب استعادتها !! فلا نريدها .. وإن كان هذا هو شكل الهوية التي نريد العودة لها !! فلا حاجة لنا بها . فهل هذا هو هدف المجلس الانتقالي الجنوبي , وغاية الدولة الراعية لهم ؟ . القبول بما قرروه وما أرادوه , ولو كان إعادة تدوير كل ما ناضلوا ضده من الفساد , وكل ما ضحوا من أجل تغييره من الفاسدين , وكل ما يخالف حلم الشعب باستقامة الأمر . ويقتل حلمه بصلاح الحال . فهل هذا هو غاية كل تلك الشقلبة ؟! . وهدف كل تلك الشعبكة ؟! .