شيّع الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، بعد ظهر الأحد، جثمان النائب في مجلس التشريعي مريم محمد محيسن "فرحات" الشهيرة ب"أم نضال"، والتي توفيت بعد ساعات من دخولها قسم العناية المكثفة بمستشفى الشفاء. وانطلقت جنازة التشييع من المسجد العمري بغزة وحتى المقبرة الشرقية في منطقة الشجاعية شرق القطاع، بحضور عدد من قيادات الفصائل والوزراء ونواب المجلس التشريعي.
وبدت مراسم تشييع أم نضال أشبه بجنازة عسكرية، وسط تواجد للعشرات من أبناء كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس" في الشوارع والمفترقات الرئيسة للمدينة، حيث يعتبر المجاهدون أم نضال بمثابة "الأم الروحية" لهم.
حاضنة المقاومة
وتقدّم النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر باسم نواب المجلس وعلى رأسهم رئيسه عزيز دويك من شعبنا الفلسطيني بأحر التعازي بوفاة فرحات.
وقال بحر خلال كلمة له قبل التشييع "عايشنا أم نضال وعاشت مع شعبها والمجاهدين بعد أن جعلت بيتها ومالها وأولادها في سبيل الله، وهي التي احتضنت المقاومة في الانتفاضتين الأولى والثانية والحربين على غزة".
وأكدّ بحر أنّ أم نضال كانت مثال للمرأة الفلسطينية الصابرة، لما قدمته بلسانها وحكتها من عطاء في سبيل نصرة شعبنا وتحرير أرضنا، "فحثت أبناءها على عدم التراجع والمضي نحو الجهاد والاستشهاد".
وشدّد على أنّنا "على العهد باقون حتى تحرير فلسطين، ونودع أم نضال على طريق المقاومة والشهادة حتى تحرير الأرض والوطن من دنس الاحتلال، فهذا عهدنا مع تضحيات تلك المرأة التي قدمت كل شيء في سبيل فلسطين".
نورًا للمجاهدين
من جانبه، أكدّ عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" خليل الحية أنّ الشعب الفلسطيني، يودع اليوم امرأة من أبرز نساء فلسطين، كانت في البدايات تتنقل داعية وتحولت بعدها إلى بركان يتفجر عطاءً وجهادًا".
وقال: "تلك المرأة التي لم تكن تخاف على ولد ولا بيت ومال ونفس، فاحتضنت المجاهدين وكان بيتها مأوىً لهم، وقفت شامخة وهي تودع أبناءها المجاهدين وتعرف أنهم لن يعودوا، وكانت تصدح بكلمات أصبحت نورًا للمجاهدين، فيوم أن أطلقنا عليها حنساء فلسطين كانت جديرة بهذا اللقب".
ولفت إلى أنّ أم نضال كانت المرأة الأولى التي جعلت من بيتها حصنًا للجهاد والمقاومة، بعد أن حملت سلاحها لترابط في جنح الظلام، ولا تباهي بهذا العمل، (..) كانت محطة للقوة والصمود، لها على الجهاد والمجاهدين فضل كبير".
وبيّن الحية أنّ الجهاد الذي صدحت به فرحات سيبقى طريقنا ودربنا، "وسنبقى على طريق المقاومة والشهادة ولو كلفنا ذلك ما كلفك يومًا من الأيام، أولادك وبيتك"، مؤكدًا أنّ الجهاد هو طريقنا نحو الانتصار والتمكين والسيادة على الأرض.
وقد نعت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية "حماس"، خنساء فلسطين والدة الشهداء القساميين المجاهدة "أم نضال فرحات" التي توفيت بعد صراع مع المرض .