التقى الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي يوم الثلاثاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو. وذكرت قناة "روسيا اليوم" إن الرئيس الروسي تعهد بتقديم مساعدات متعددة الجوانب لليمن. وأشار إلى أن اليمن يمر بمرحلة غير سهلة على طريق التطور، معربا عن أمله في أن تتمكن السلطات اليمنية من استعادة السلام والنظام في البلاد وخلق ظروف ملائمة لتطور فعال ومستدام.
ووفقا للقناة فقد اقترح بوتين على هادي تقديم مساعدات لليمن وتابع قائلا: "ستعمل روسيا كل ما بوسعها من أجل مساعدتكم ودعمكم وخلق ظروف ملائمة لاعمار البلاد وتطويرها ورفع مستوى المعيشة".
وكان مصدر مطلع صرح لوكالة "إنترفاكس" بأن المباحثات بين الرئيس اليمني ونظيره الروسي ستتطرق إلى قضية استئناف التعاون العسكري التقني مع اليمن.
وقال المصدر: "لا نستبعد أن يطرح الرئيس اليمني خلال المباحثات مع القيادة الروسية قضية استئناف التعاون العسكري التقني مع موسكو"، مشيرا إلى أنه تم تجميد التعاون العسكري مع اليمن عمليا منذ بدء الاضطرابات في البلاد.
وأضاف: "لم نتلق أية طلبات من هذا البلد بشأن توريد أسلحة جديدة وصيانة وتحديث الأسلحة والمعدات العسكرية السوفيتية والروسية الصنع التي تم توريدها سابقا".
وفي وقت سابق صرح فياتشيسلاف دزيركالن نائب مدير الهيئة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني للصحفيين بأن روسيا مستعدة لمواصلة التعاون العسكري التقني مع اليمن بعد تهدئة الأوضاع في البلاد. وقال دريزكالن: "مع الأخذ بالاعتبار أن اليمن كان دائما من المشترين التقليديين للسلاح الروسي، أعتقد أن التعاون العسكري التقني الروسي اليمني سيستمر بعد تطبيع الوضع في البلاد".
ويعد الجيش اليمني اليوم مجهزا بأسلحة ومعدات عسكرية سوفيتية وروسية الصنع. وقد شهدت الأعوام السابقة توريد مقاتلات "ميغ-29س.م.ت" ومروحيات "مي-171" ودبابات وسيارات مشاة قتالية "ب.م.ب-2" ومدرعات ونظم نفاثة لإطلاق النار دفعة واحدة ونظم "توتشكا-و" العملياتية التكتيكية وغيرها من الأسلحة إلى اليمن بقيمة إجمالية تفوق ثمانية مليارات دولار.
فيما نقلت يومية "الاتحاد" الإماراتية عن مصدر عسكري يمني، إن صفقات شراء الأسلحة الروسية "ستتصدر أجندة محادثات هادي وبوتين"، مشيرا إلى أن اليمن لم يتسلم بعد "أسلحة ومعدات حربية" تم شرائها قبيل اندلاع انتفاضة 2011.
ويعد اليمن زبون دائم لشراء مختلف أصناف الأسلحة الروسية، حيث أنففت صنعاء منذ عام 1998 مبلغ ملياري دولار لشراء السلاح، نصفه تقريبا روسي الصنع.
وأوضح المصدر السابق أن المسؤولين العسكريين المرافقين للرئيس هادي سيبحثون مع الجانب الروسي "ضمانات" جودة هذه الأسلحة، بعد أن أوصت لجنة تحقيق عسكرية يمنية، الشهر الماضي، بتعليق صفقات شراء طائرات حربية من موسكو بعد تحطم اثنتين لأسباب فنية في صنعاء، منتصف فبراير وأواخر نوفمبر، ما أدى إلى مقتل ما يقل عن 25 شخصا بينهم 11 عسكريا.
وتتزامن زيارة هادي لموسكو مع الذكرى ال85 لتوقيع اتفاقية تعاون تجاري بين اليمن والاتحاد السوفيتي.