أشعر بحزن وغضب دامع وأنا أتابع أخبار الشابين جعفر أمان والخطيب في صنعاء.... سبب القتل وطريقة القتل والتعامل مع الأرواح مهينة ؟؟ أمامنا حالة همجية نحن تعودنا عليها من زمان وأصبحت ثقافة يومية وعادة على رؤوسنا من أول يوم سكتنا فيه على حوادث مشابهة وقلنا (مالناش دخل) ودسينا كل شيء فينا بالتراب والمستنقعات ومضينا وكأن لاشيء قد حصل. في الثمانينات تقدم احدهم بدم بارد في شارع جمال بتعز و أوقف سيارة الدكتور (حمرة) في الشارع العام وأطلق النار عليه ومنع الناس من إسعافه ولم يغادر حتى كان جثة هامدة.. لم يحصل شيء للجاني فالمواطن الذي قتل من الدرجة العاشرة ومن عامة الناس حتى ولو كان دكتوراً واخصائياً... تكررت أحداث من هذا النوع في صنعاء قتل (الشرعبي) بدون سبب وذهب القتلة يفحطون بآخر (موديل) على أحزان أولياء الدم وجثث القتلى، كما قتل (الحامدي) من إب في صنعاء بدون سبب ولا حتى كلمة ، عبارة عن تغير مزاج عند القاتل يكفي ليرسل أحدهم إلى القبر ...هكذا يقتل الكبار لمجرد المزاج والدية موجودة، في كل هذه الأحداث كانت النتيجة ذبح ثور وأثوار لم ينطحوا أحداً ولم ينفخوا في وجه أحد وبها تذبح أرواح الشعب من الوريد إلى الوريد وتحت الجزمة والبياده يرضخ كل الساكتين على الباطل والذين يشاركون في سوق الأبقار والسامعين كمان.. النماذج كثيرة وذاكرتي ضعيفة لكن الأسوأ أنه لم يحصل أن قصاصاً واحداً نفذ بهؤلاء واستمر مسلسل (الندع ) والدية و(ذبح ) (الأوادم) و(الأثوار) يسيطر على المشهد كثقافة كرسها حكم الهجر واحتقار الدماء وإعلاء المحسوبية , واصبحت قيمة اليمني (رأس بقر) أو يزيد قليلاً، وكانت أحد الأسباب التراكمية التي حركت الثورة ضد أسرة صالح ...اليوم بعد الثورة لم تتغير الطباع ولن تتغير الهمجية ما لم تتغير العدالة ويتغير الرأي العام أمام مثل هذه الحوادث التي توجه بالأساس لرأس وصدر كل مواطن..
مادام المسلحون ومرافقوهم يترندعون في الأسواق دون رادع فكل شيخ أو مسؤول يمشي بمرافقيه هو مشروع قتل ومشروع هدم للدولة والمجتمع أياً كان لونه أو حزبه أو قبيلته, والمصيبة أنهم يتحركون باسم الدولة..علينا الآن أن نقف أمام الحادثة وظاهرة (المشيخ المسلح) بقوة لكي نوقف الهمجية وثقافة الاستكبار بعيداً عن المزايدات والمجاملات والمكايدات الخسيسة والتسييس الدنيء للقضايا العامة وأحداث الظلم والحقوق لأنها تضيع كل شيء ويكون هؤلاء الدجالون الذين يسيسون القضايا المتعلقة بالاعتداءات والدماء هم أوسخ من القتلة وأكثر ضرراً... فما جرى لا دخل له بحزبية ولا مناطقية ولا عائلة إنه جريمة وسلوك يجب أن يدفع الفاعل العقاب دون السؤال عن لون القاتل أو عيون القتيل..القاتل قاتل يجب أن يقتل قصاصاً لتحيا اليمن سواء قاتل حسن جعفر أمان وصاحبه في صنعاء أو ( السامعي) في عدن حتى نضع بالقصاص وحده حداً للمنتفخين في الأرض ومرافقيهم ونستعيد الحياة وكرامة الوطن دون توظيف هابط أو (مثوارة)...