المتابع لمسيرة الحراك الجنوبي السلمي منذ انطلاقته المظفرة في 7 يوليو 2007، سيلحظ ان المناسبات المختلفة التي دأب على احيائها، كانت عبارة عن ارث جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ولم يكن له فعالية خاصة به يحييها عدا ذكرى انطلاقته والتي هي ايضاً ذكرى حرب الاحتلال التي شنتها القوى التقليدية والعسكرية والدينية في الشمال والجنوب متحدة. ذكرى التصالح والتسامح هي الأخرى ذكرى حرب مازالت الذاكرة الجمعية الجنوبية تئن من نتائجها الكارثية حتى اللحظة. وحدها ذكرى 21 مايو 1994 تبقى تغرد خارج سرب ذلك الإرث التاريخي، لكنها هي الأخرى ولدت في رحم الحرب، وهي ذكرى خاصة بالسيد "علي سالم البيض" وجمهوريته التي اعلنها من مدينة المكلا "جمهورية اليمن الديمقراطية" والتي لم تحوز سوى على اعتراف "يتيم" من جمهورية تبحث عن الاعتراف بها، ومازال الرجل ممسكاً بها حفاظاً على شرعيته التي يناضل اليوم من اجل فرضها على الجميع كمدخل وحيد لأي حوار جنوبي قادم، او تقارب يلوح في أفقنا الملبد بالخلافات. غداً يحيي الحراك الجنوبي السلمي ذكرى 21 مايو التي اصبحت تُعرف بذكرى فك الارتباط، تلبية لدعوة السيد البيض، لذا ليس من المنطقي الحديث عن عدم رفع صور السيد البيض في يوم عيده وشرعيته التي تبحث عن مسوغ قانوني بعد ان منحته الجماهير تأييدها المطلق كمخلص وحيد ومنقذ لها من مآلات مجهولة قد تجد نفسها في مواجهتها. هنيئاً للحراك الجنوبي السلمي هذه المليونيات الرائعة، وهنيئاً للجنوب جماهيراً كهذه التي تحتفي اليوم وغداً بحثاً عن مستقبل آمن ودولة مفقودة. ( من صفحة الاعلامي شفيع العبد امين سر فريق القضية الجنوبية )