الكهرباء بالنسبة لأبناء عدن ومثلهم باقي المناطق الساحلية شديدة الحرارة، ليست مجرد شيء كمالي ،خدمة حديثة ترفية وإضافية، بل هي الحياة بكل جوانبها، الإضاءة والهواء الذي يتنفسوه، وحتى ماء الشرب يفقد معناه وخاصيته في جو حار كصيف عدن عندما تتوقف ثلاجة التبريد، وبالتالي تفقد الحياة أهم روافدها (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، فهل يعقل أصحاب الشأن والرعاة حوائج الرعية؟!!!. لا معنى لمنزل الأسرة وجدرانه وسقفه وسيتحول إلى جحيم لايطاق فيه المقام أوالنوم أو حتى السهر طالما (المروحة والمكيف) متوقفان.. تؤكد الجهات الرسمية إن عدن بحاجة إلى 500ميجا ، وماهو متوفر حاليا لا يتعدى ال160ميجا فقط منها (60) ميجا توفرت الصيف الماضي مع تولي المحافظ وحيد رشيد و(100) ميجا فقط تنتجه محطات المحافظة، ويجري الحديث عن مناقصة لإضافة (130) حاليا خلال الصيف الجاري لتجاوز الإنقطاعات. المشكلة في عدن مركبة وتتعدى حرارة المناخ إلى سخونة الوضع السياسي ووجود أكثر من لاعب، يستثمر القصور والنقص والتعثر لتأجيج مشاعر الشارع الغاضب وتحريكه بطريقة عنيفة. فعندما ترتفع درجة الحرارة في أقصاها بعدن إلى 40درجة مؤية، وتنقطع الكهرباء لساعتين متتاليتين في فترات الليل أو النهار، يكون أبناء عدن تحت طائلة عقاب جماعي لا يحتمل ولا يطاق، ولكم أن تتخيلوا ما الذي يمكن أن يحدث حينذاك. أحد الغاضبين من مثل هذه الإنقطاعات قال بصوت حانق: انطفاء الكهرباء في ساعات الليل معناه دفع اضطراري لمغادرة منازلنا إلى الشارع ، ويوم أن نحرم من النوم سنكون مدعوين لفعل إحتجاجي غير واعي في أي ساعة من الليل، مانوعه وما حدوده ، لايهم!!. لأجل كل هذا وجب أن تكون كل هذه المبررات والوقائع والحيثيات حاضرة لدى مجلس الطاقة ووزارة الكهرباء وقلبها الجهات العلياء في الدولة وهي تنظر لمحافظة عدن ومحيطها ومثلها المدن والمناطق الساحلية ويهمها استقرار الأوضاع واستتاب الأمن ، وباختصار نقول: لاتتركوا الناس فريسة للحر ، حتى لايستغلهم دعاة الشر..