سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قال إن على الأمة أن تختار طريق الحكم بصناديق الاقتراع أو التوابيت والأكفان.. اليدومي: إقصاء الإسلاميين سيدفعهم لتحطيم الحواجز وسيجعل الاستقرار أمنية بعيدة المنال
حذر رئيس الهيئة العليا للإصلاح/ محمد اليدومي من أن الانقلاب العسكري في مصر يستدعي العنف في أبشع صوره, ويحرض المعتدلين في صفوف الإسلاميين على عدم جدوى السير في طريق الاعتدال, ويدفع بالعدد الأكبر منهم إلى تغيير قناعاتهم بجدوى الوصول إلى السلطة بالأسلوب والالتزام بالنهج الديمقراطي, وإن عملية إقصاء الإسلاميين ستدفعهم إلى تحطيم الحواجز التي تقف حجرة عثرة أمامهم, وستجعل الاستقرار أمنية بعيدة المنال. وأضاف اليدومي, في صفحته على فيسبوك, إن الانقلاب العسكري في مصر دعوة صريحة للعنف ومقْودٌ للتطرف ورفض للسلم الاجتماعي.. مشيراً إلى أن الذين قاموا به أو الذين دعموه, أو هللوا له في الداخل أو الخارج، لم يجيدوا دراسة واقع الأمة اليوم, ولم يستوعبوا الدرس من حركة الشعوب ضد الظلم والطغيان والاستبداد. وتابع:" لقد أصبح الاعتدال في صفوف الإسلاميين تياراً جارفاً لكل أشكال التطرف والعنف, ويُخشى أن يتحول إلى عواصف تقتلع هذا الاعتدال, وينقشع عنه طوفان يقضي على الأخضر واليابس من عقول من يعيش الوهم الديمقراطي وصناديق الاقتراع والتداول السلمي للسلطة". مردفاً:" لقد دارت نقاشات طويلة في صفوف الإسلاميين لسنوات عديدة حول التطبيق الجاد والحقيقي للديمقراطية, ومدى قبول الآخر للإسلاميين, وكانت الثقة تكاد تكون منعدمة في مصداقية التنفيذ, خاصة وهناك من هو على قناعة تامة بأن موقف الغرب في تعامله مع هذه القضية نابع في الأساس من مصالحه العليا دون النظر إلى مصالح الآخرين, إلاَّ بالقدر الذي يخدمه, ولذلك فقد كان الخطأ القاتل للغرب يتمثّل في دعمهم للطغاة والمستبدين ردحاً من الزمن ليس بالقصير". وأوضح "أن الأمة الإسلامية تقف على مفترق طرق بعد الانقلاب على الديمقراطية ومؤسساتها المنتخبة في مصر, وليس أمامها إلا أن تختار بين طريق الحكم عن طريق صناديق الاقتراع, أو عن طريق التوابيت والأكفان".. منوها إلى أن القضية ليست قضية شخص بعينه, ولا قضية حزب أو جماعة أو منظمة أو هيئة بذاتها.. القضية أكبر من هذا وأعظم، القضية أن نكون أحراراً أو لا نكون- حد تعبيره. وطالب كل العقلاء والحكماء وأصحاب الضمائر الحية أن يعوا خطورة هذا الأمر, ومخاطر أن ينجح هذا الانقلاب وأن يستمر على قيد الحياة.. وأردف:" إنها معادلة صعبة, وعلى أصحاب الفكر, والمشتغلين بالهم السياسي؛ أن يحددوا موقفهم مما يجري من عبث واستهتار بحاضر الأمة ومستقبلها". وأفاد بأنه من الواضح لكل ذي عينين أن الذين قاموا بالانقلاب, أو الذين دعموه أو هللوا له في الداخل أو الخارج؛ لم يجيدوا دراسة واقع الأمة اليوم, ولم يستوعبوا الدرس من حركة الشعوب ضد الظلم والطغيان والاستبداد, ولم يشخصوا حجم السخط الذي يعتلج في صدور أبناء الأمة, ولم يتبين لهم, رغم التجارب الكثيرة والمريرة, إيجابية العمل السياسي فوق الأرض, وسلبية العمل السياسي تحت الأرض. وقال:" علينا أن نستفيد من التجارب الإنسانية التي اخترعها العقل الإنساني وطورها في آلية تحفظ للناس حقهم في اختيار حكامهم, وتحقن في الوقت نفسه دماءهم, وتهدف إلى تماسك بنيتهم الاجتماعية".