اعتبرت جبهة "علماء ضد الانقلاب" -في بيان لها- فصل الخطباء وإيقاف شعيرة صلاة الجمعة بإغلاق آلاف المساجد، هو حرب ممنهجة ضد الإسلام ورموزه وشعائره من العلماء والمساجد وصلاة الجمعة بشكل غير مسبوق في تاريخ مصر منذ الفتح الإسلامي، بل لم يجرؤ أي احتلال أجنبي على فعله، وهو جزء من إجرام حكومة الانقلاب، حتى يتخذ وزير الانقلاب قرارًا بسحب تراخيص 50 ألف خطيب يخطبون بالمكافأة، وإيقاف خطبة الجمعة اليوم في آلاف المساجد، ونحن إذ ندين هذا الاجتراء على بيوت الله ودعاة الإسلام وشعائره نؤكد ما يلي: 1- يقول الله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (البقرة:114)، ونحن نحسب أن ما تقوم به حكومة الانقلاب هو سعي لخراب بيوت الله، وهذا ينذر- لو استمر لا قدر الله – بالخزي في الدنيا والعذاب العظيم في الآخرة، لمن فعله أو سكت عليه. 2- أن بمصر أكثر من 150 ألف جامع كبير غير الزوايا، منها 55 ألف مسجد يخطب فيها أئمة معينون رسميًّا من وزارة الأوقاف، و50 ألفًا يخطبون بالمكافأة المحدودة التي لا تزيد على 50 ج أي 8$، فهم في حقيقة الأمر متطوعون حافظون للقرآن مبلغون عن الله، وأكثر من 120 ألف مسجد وزاوية يقوم بالخطابة بها دعاة متطوعون مائة بالمائة، فقامت وزارة الأوقاف في الحكومة الشرعية للدكتور مرسي بأول خطوة بالإعلان عن تعيين 3 آلاف إمام من الأزهر، فتقدم 57 ألفًا ممن حُرموا عشرات السنين من التعيين، إهمالاً أو بسبب أمن الدولة، فامتحنوا بمنتهى الموضوعية، وعينوا بكل شفافية، والآن تم إيقافهم أجمعين!!! فبدلاً من إتمام تعيينهم وإضافة غيرهم؛ لسد العجز وتدريبهم إن كانوا غير مؤهلين، راحوا يُلغون تراخيص الخطابة ل 50 ألف إمام وخطيب، وهم من خيرة المثقفين الذين يمارسون الدعوة كواجب شرعي، وكثير منهم أزهري لم يجد سبيلاً للتعيين في الأوقاف أو الأزهر عشرات السنين، فرضوا أن يخطبوا مع هزال المكافأة فهم محتسبون لله تعالى، أليس هذا حربًا حادة على الإسلام ودعاته وبيوت الله وشعائره؟!!!. 3- هؤلاء الخطباء بالمكافأة الهزيلة لم يُعينوا من حكومة د. مرسي، بل عُينوا في ظل نظام المخلوع مبارك، وتم فرزهم جميعًا من أمن الدولة- وفق شروطهم- فلماذا نرتد إلى أسوأ من نظام ما قبل ثورة 25 يناير؟!!! 4- لن ننسى من حصاد حكم المخلوع أن شاهد عيان رأى رجلاً يمسح أحذية على باب مسجد بمرسى مطروح، ولما تعرف عليه تبين أن حافظ للقرآن كله، وخريج كلية الدعوة جامعة الأزهر منذ عسر سنوات، ويئس من التعيين، فلم يجد سبيلا للحلال إلا هذا، واليوم يريد الانقلابيون أن يضاعفوا هؤلاء المظلومين. 5- لم ولن ننسى من الانقلابيين الهجوم الممنهج على المساجد والمصلين بالقنابل، وتشميعها، وتدنيسها ورمي المصاحف وبعثرتها بأيدي الشرطة والبلطجية، واعتقال المصلين منها، وقتلهم وخنقهم في سيارات الترحيلات، مما يعد اعتداء صارخًا على حرمة الإنسان والقرآن وبيوت الرحمن. واجب الدعاة والعلماء والأمة إزاء حرب الانقلابيين على الإسلام ورموزه من العلماء والمساجد والشعائر: 1- أن يخرج العلماء في الصدارة، ووراءهم المصلون في مسيرات سلمية حاشدة لرفض الحملة على الإسلام ورموزه من العلماء والمساجد وشعائره، وذلك يوم الجمعة 6 من ذي القعدة 1434ه الموافق 13/9/2013م بعد صلاة المغرب من كل مساجد مصر بعنوان مليونية "وقف الحرب على العلماء والمساجد". 2- الاستمرار في الدعوة إلى الله؛ لأنها فريضة شرعية على كل مسلم ومسلمة لقوله تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف:108)، وقوله تعالى: (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (لقمان: من الآية17)، وروى البخاري بسنده عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بلغوا عني ولو آية"، وروى الترمذي بسنده عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من سُئِلَ عن علْمٍ علِمَهُ، ثُمَّ كتَمَهُ، ألْجِمَ يومَ القيامَةِ بلِجامٍ من نارٍ"، وما زلنا نرى خيرة الدعاة من الأطباء والمهندسين والمدرسين و... يملئون المراكز الإسلامية في العالم كله من أمريكا لأوربا لاستراليا واليابان دعوة وخطابة ونشاطًا ساهم في حفظ هوية المسلمين كأقليات، ونشر رسالته السمحة، وهذا استمرارًا للنهج الإسلامي عبر التاريخ فقد نشر الإسلام في الهند والسند وبلاد ما وراء النهر تجار من الدعاة الصادقين، وقد استقر الأمر أن مقام الدعوة واجب في عنق كل مسلم ومسلمة، أما الفتوى فلا بد من علماء الفقه، لا الدعاة فقط. 3- ألا يُسمح أبدًا بإغلاق مسجد واحد، ولو صلينا دائمًا على بابه، ويخطب الدعاة والعلماء فيهم لا يخشون في الله لومة لائم، كما فعل مسلمو الاتحاد السوفيتي ضد الشيوعيين. 4- أن يقوم أغنياء الأمة وجوبًا بكفالة وإغناء هؤلاء العلماء عن حكومة الانقلاب التي تنهب أوقاف العلماء والمساجد، وتتعمد حرمان وإهانة العلماء والتضييق عليهم دعويًّا وماديًّا. 5- أن تهتموا بالنشر عبر وسائل الإعلام الفضائية والإلكترونية؛ لفضح مخططاتهم محليًّا وعالميًّا، بتصوير المساجد المغلقة عن شعيرة صلاة الجمعة، وأن يُصور العلماء والتراخيص لديهم وتاريخها؛ لإثبات أن الانتقام ليس من نظام د. مرسي بل من الإسلام ورموزه وشعائره. 6- تيقنوا جميعًا أنه "لا يضيع حق وراءه مطالب"، و"أنه من يغالب الله يُغلَب"، وأن مكرهم إلى بوار وانكسار، وصمودنا إلى عزة وانتصار، بقوة الله الواحد القهار، العزيز الجبار، وهو سبحانه (نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (الأنفال: من الآية40).