من خلال المتابعة للقاء مع الأستاذ طاهر شمسان الباحث والمتخصص السياسي في القضية الجنوبية أفاد بجديد وهو أن ثورة (14) إكتوبر 63م ليست ثورة ضد الإستعمار البريطاني بالدرجة الأولى لأن بريطانيا أصلا قد أعلنت أنها ستسلم الجنوب بل وحددت الموعد ومع ذلك إنطلقت الثورة لدحرها بالكامل ومن أجل إثبات هوية شعب الجنوب اليمنية. ولأن السلطنات وخاصة في الجزء الشرقي لاتسمي نفسها سلطنات يمنية ولاجنوبية وإنما سلطنات خاصة كسلطنة القعيطي , سلطنة الكثيري وغيرها لاتنسب نفسها للجنوب ولالليمن ولهذ1 كان الهدف الأساسي من قيام الثورة توحيد السلطنات وإثبات هوية الشعب فيها فوحدوا (23) سلطنة تحت اسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ومع ذلك لما هربوا السلاطين خارج الوطن لم يعترض أحد على التسمية أبدا
ومن أجل الهوية اليمنية رفعت الجبهة القومية الحاكمة شعار (لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية) وجعلت هذا الشعار مقدسا يجب أن يحفظه كل مواطن فيردده الطلاب والجنود يوميا في الطابور الصباحي ويفتتح به اللقاءات والجلسات والمهرجانات ويكتب على كل ورقة وطلب يقدم لأي هيئة أو مؤسسة وأجزم بأنه كل من عاش تلك الفترة يحفظونه غيبا
وفعلا كان الجنوبيون يمنيون وحدويون الى النخاع والدليل على ذلك كان الدستور لايشترط أن يكون رئيس الدولة أو أي مسئول أن يكون جنوبيا ولكن يكون يمنيا ولهذا كان المكتب السياسي للحزب الإشتراكي الحاكم فيه (13)فرد كانوا شماليين بل وحكمنا عبد الفتاح إسماعيل الشمالي وأسس الحزب الإشتراكي اليمني .
لكن الحقيقة المرة أن الوحدة اليمنية تحققت لكن حلم كل اليمنيين لم يتحقق وهو مشروع الدولة اليمنية الواحدة القوية بل قامت الوحدة على أسس سياسية وعاطفية ولغرض في نفس يعقوب وضرب المشروع الوحدوي في الصميم فما كان أحد يتوقع أن يسرح جيش بأكمله وأن تدمر مؤسسات وأن يقاعد الكثير من الموظفين وغيرها من المظالم التي هدمت مابني في سنوات فهل من أمل في مؤتمر الحوار أن يقبض دفة السكان لاحيث الأمان ؟