في كل مرة تحصل اشتباكات وحوادث بين بعل محسن وباب التبانة، لكن السؤال انه في كل مرة يزداد عدد السلاح بين ايدي الناس وامس حصلت اشتباكات في طرابلس بين جبل محسن وباب التبانة وظهر ان السلاح قد اصبح 5 مرات اكثر من الاول في ايدي المسلحين، والسؤال التقني، من اين يأتي هذا السلاح ومن يرسله ومن يدفع ثمنه ومن هي الجهات التي تحمله سواء في جبل محسن ام في باب التبانة؟ وامس، عاش اهالي طرابلس يوماً اسوداً ودامياً ومتفجراً، سقط بموجبه عدة قتلى من خلال القنص وعشرات الجرحى وتوسعت جبهات القتال من دائرة الملولة نهر ابو علي، حيث اضطر الجيش الى قطع طريق الملولة جراء القنص عليها، هذا اضافة الى الجبهة المشتعلة بين باب التبانة وجبل محسن واستعمال البنادق وقذائف الانيرغا وقذائف الار بي جي المضادة للدروع رغم وجود قوة عسكرية في المنطقة. الرئيس نجيب ميقاتي، بدل ان يجمع حكومته في طرابلس ويجمع القادة المسؤولين هناك ولا يخرج من اجتماع الحكومة الا بقرارات جذرية تنهي عذاب 95% من الشعب الطرابلسي، زار الرئيس ميشال سليمان، ولم يدل بأي تصريح. لا اجتماع في طرابلس على المستويات السياسية والتنفيذية ومؤسسات الدولة الفاعلة، بل طرابلس متروكة لامرها. ليلاً تم ارسال تعزيزات من المغاوير الى شارع سوريا الذي يفصل بين باب التبانة وجبل محسن، لكن الجيش اللبناني غير قادر على السيطرة على المنطقة الا باستعمال 10 الاف جندي وما فوق، او القيام بحملة مداهمات لكل المنطقة وسحب السلاح منها واعتقال المسلحين وهذا امر لا يظهر في الافق حتى الان بالنسبة لطرابلس. اما جبهة باب التبانة وجبل محسن، الملولة، التل، الزاوية فكان يجب انشاء قيادة عسكرية خاصة لها مثلما حصل يوم تم انشاء غرفة عسكرية لادارة معارك نهر البارد، وفي المقابل لا يفهم الناس صمت الرئيس نجيب ميقاتي والوزراء احمد كرامي ومحمد الصفدي وفيصل كرامي على ما يحصل في طرابلس وهم مسؤولون في سدة الحكم. لا احد يملك الارقام الحقيقية لعدد المقاتلين الا ان عدة وكالات انباء تحدثت انه في جبل محسن هناك 3 الاف شاب قادرون على حمل السلاح والقتال ولديهم مخازن اسلحة وكل انواع الاسلحة وهم في موقع حصين على رأس جبل يتحكم بمدينة طرابلس. في المقابل، تقول الوكالات ان عدد المسلحين من الاصوليين الذين هم ضد جبل محسن يصل عددهم الى 4 الاف عنصر ولديهم ايضا اسلحة. ويبدو ان معركة حمص وتلكلخ امتدت الى طرابلس وباتت معركة جبل محسن باب التبانة جزءاً يومياً من معارك حمص والمنطقة كلها. اما السؤال الذي يثير التعجب فهو، من اين يأتي كل هذا السلاح الى جبل محسن وباب التبانة مع العلم ان الاجهزة العسكرية تمنع تهريب الاسلحة وتضبط المداخل والمرافق ومع ذلك تدور معارك يتم فيها استعمال كل انواع الاسلحة كأن المتقاتلين جيش لديه ذخيرة وغير خائف على انتهاء ذخيرته ووقوعه في الفشل. وزيرا الداخلية والدفاع الى طرابلس اليوم كان الوضع الامني في طرابلس امس، كما كتبت الزميلة دموع الاسمر: نهار آخر عاشه الطرابلسيون يوم امس على وقع القذائف والقنص المتبادل مع تسارع وتيرة الجهود لايقاف النزف الدموي العبثي اليومي في ظل اصرار بعض المجموعات المسلحة على مواصلة القتال ورفض الالتزام بالقرار السياسي لنواب طرابلس. نواب المدينة مع قيادات التبانة ورؤساء محاورها والمشايخ عادوا للاجتماع مرة ثانية في دارة النائب محمد كباره واتخذوا قراراً بوقف اطلاق النار عند الساعة الخامسة والنصف من مساء امس الاربعاء والطلب الى الجيش اللبناني الرد على اي طرف لا يلتزم بالقرار. مصادر الحزب العربي الديموقراطي اكدت التزامها التهدئة وثقتها بالجيش وبدوره الوطني اما المجموعات المسلحة التي شكلت مجلسها العسكري فعادت من الاجتماع الى التبانة لتجتمع مع فاعليات المنطقة والمقاتلين وابلاغهم الالتزام بالقرار . بين الاجتماع والى حين صدور القرار القاضي بوقف اطلاق النار كانت المعارك تشتد حينا وتخف احيانا، لكن لم يختف رصاص القنص الذي كان يطال الاتوتوستراد من مستديرة نهر ابو علي وصولا الى الملولة مما ادى الى مواصلة انقطاع الشريان الرئيسي بين طرابلس وعكار وشل الحركة من المستديرة الى منطقة البداوي. كما لوحظ ان الحركة في شوارع المدينة بقيت على حالها من شبه الشلل نظراً لتطاير القذائف ورصاص القنص في احياء بعيدة وخاصة في منطقة الزاهرية. وبعيد سريان مفعول قرار وقف اطلاق النار سقط اربعة قتلى، اثنان في الحارة الجديدة حيث سقطت قذيفة ادت الى مقتل مسنين، امرأة ورجل من آل المحمود، في جبل محسن وعشرة جرحى وطفل في ساحة القبة برصاص القنص يدعى عزالدين حمزة واصابة جندي في التبانة برصاصة قنص في رأسه مما دفع بالجيش اللبناني الى الرد بقوة على مصادر النيران وتنفيذ عمليات دهم وتعقب للمسلحين خاصةعند تعرض ناقلة جند له عند مستديرة الملولة لقذيفة دون وقوع اصابات. ويبدو ان قرار وقف النار رغم هشاشته فانه دخل حيز التنفيذ وبدا ان المسلحين دخلوا معه الى استراحة المحارب قبل البدء بجولة اخرى من القتال حسب توقعات البعض طالما لم تتم معالجة جذرية للازمة. وقد بلغ عدد الضحايا 15 قتيلاً واكثر من 110 جرحى بعضهم في حالة الخطر. وليلاً حصلت الاشتباكات متقطعه وتبادل لرصاص القنص. ومن المتوقع ان ينتقل اليوم الرئيس ميقاتي مع وزيري الداخلية والدفاع الى طرابلس لمعالجة ميدانية للازمة. اجتماع أمني في مكتب قهوجي عقد في مكتب قائد الجيش العماد جان قهوجي اجتماعا لقادة الاجهزة الامنية لمواكبة الاوضاع الراهنة، وتم التوافق على اتخاذ سلسلة من الاجراءات لفرض الامن والاستقرار. ميقاتي في المقابل، شدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال سلسلة اجتماعات امنية لضبط الوضع في مدينة طرابلس ودعا الجيش الى التشدد في ضبط الامن، وقد تلقى ميقاتي اتصالا من النائب محمد كباره وضعه في نتائج الاجتماع واكد ميقاتي ان سلامة اهل طرابلس من مسؤولية الجميع. بيان الجيش في مجال آخر، دعت قيادة الجيش في بيان القيادات السياسية على اختلاف انتماءاتها وتوجهاتها الى عدم التدخل في ما يحصل ميدنيا على ارض المدينة وعدم المساهمة في إذكاء الخلافات والى تحمل المسؤولية في هذا الظرف الصعب، وحذرت من محاولات البعض صب الزيت على لنار واستغلال الاوضاع الاقليمية المتوترة لتصفية حسابات داخلية من شأنها إلحاق الضرر بالجميع. كما اعلنت عن مبادرتها الى اجراء حوار مباشر مع القيادات الميدانية المسؤولة عن المدينة من اجل وأد الفتنة ونزع فتيل التفجير مع تأكيد حسمها في ضبط الواقع. واكد بيان القيادة ان قوى الجيش لم تنسحب لحظة واحدة من مناطق الاشتباكات او محيطها وهي تنفذ خطة عسكرية وتقوم بالتصدي للمخلين بالامن. تعزيزات الجيش وقد عزّز الجيش اللبناني امس تواجده في مدينة طرابلس ودفع بقوة من المغاوير، فيما عقد اجتماع «خجول» في منزل النائب محمد كباره تم فيه الوصول الى اتفاق على وقف اطلاق النار في الخامسة من مساء امس وطالب الجيش بالدخول الى مناطق المواجهات، واعلنت المجموعات المسلحة في التبانة والحزب العربي الديموقراطي الالتزام بوقف النار. وعلم انه في حال انهيار وقف النار، فإن المجتمعين في منزل كباره سيقومون بتوجيه الدعوة الى الرئيس ميقاتي ووزير الدفاع وقائد الجيش العماد جان قهوجي لحضور الاجتماع لمناقشة الاوضاع في طرابلس بشكل دقيق. الموقف الفرنسي وفي سياق آخر، برز الموقف الفرنسي امس الذي شدد على ضرورة ألا ينقل لبنان الى ارضه نزاعا ليس له، واعربت فرنسا عن قلقها مما يجري في طرابلس وارتفاع عدد الحوادث، مؤكدة انها تتابع بكل انتباه تطور الوضع في لبنان. الديار اللبنانية