انتشرت قوات الأمن بكثافة في محيط السفارة الفرنسية بالعاصمة صنعاء بعد دعوات لمهاجمة السفارة الفرنسية على خلفية نشر صحيفة فرنسية رسوم مسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم . وقال مصدر مطلع أن قوات الأمن وقوات مكافحة الشغب أغلقت جميع الشوارع والمنافذ المؤدية إلى مبنى السفارة الفرنسية في شارع حدة، حيث نشرت قوات الأمن عربات ومصفحات. وتخشى السلطات اليمنية من تكرار سيناريو اقتحام السفارة الأمريكية من قبل المحتجين . وكانت جريدة "شارلي ابدو" الأسبوعية الفرنسية الساخرة، قد أعلنت التحدي مرة أخرى باسم حرية التعبير، ونشرت رسومًا كاريكاتورية ساخرة وفجة عن رسول الإسلام. وبعد أقل من عام من نشرها رسمًا كاريكاتوريًا للرسول عليه الصلاة والسلام ومن حرق مكاتبها إثر ذلك ،عاودت الجريدة نشر الكاريكاتورات المسيئة معلنة بتحدي أنها لا تجبر أحدًا على الاطلاع عليها. وقد وضعت الجريدة على غلاف عددها الصادر اليوم، أحد الرسومات الساخرة من المسلمين واليهود في آن واحد.. واستخدمت عنوان الفيلم الفرنسي الذي يخوض المنافسات في الأوسكار هذا العام وهو "لى زانتوشابل" (أولئك الذين لا يمكن المساس بهم) وتحتها عبارة "حذار من السخرية" للتعبير عما تريد إيصاله للقارئ .. إذ يظهر الكاريكاتور شيخًا مسلمًا وقد جلس على مقعد متحرك يدفعه حاخام يهودي. وتحوى الجريدة صورًا أخرى تصور الرسول عليه الصلاة والسلام بشكل فج للغاية ، وقد رفضت الشبكة الإخبارية الفرنسية "اى تليه" بث الرسوم في حين بثته شبكة بى اف ام. ويساور الحكومة الفرنسية القلق وهى التي لم تكد تفيق من المظاهرات التي جرت أمام السفارة الأمريكية في باريس بسبب الفيلم المسئ للرسول صلى الله عليه وسلم. وتقرر تشديد الحراسة على مبنى الجريدة تحاشيًا لأي حادث، وعلق وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس على ما قامت به الجريدة بقوله "أنا ضد أي استفزازات وبخاصة في مثل هذه المرحلة الحساسة". أما رئيس الوزراء جون مارك آيرولت فأعلن رفضه "أي تجاوز" وناشد في بيان صحفي الجميع التحلي بالمسئولية، وأضاف أن "حرية التعبير تشكل احد المبادئ الأساسية لجمهوريتنا.. لكنها لابد أن تكون في إطار القانون". وشدد رئيس الحكومة الفرنسية على أن بلاده تطبق "مبدأ العلمانية الذي يرتكز على التسامح واحترام المعتقدات الدينية". ومن ناحية أخرى أعرب محمد موسوى رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية عن صدمته إزاء قرار شارلى ابدو نشر "رسوم مسيئة" للرسول عليه الصلاة والسلام، وأعرب عن إدانته الشديدة لهذا الموقف "المعادي للإسلام"..داعيًا مسلمي فرنسا إلى عدم الانسياق للاستفزاز. ومن جانبه وجه دليل بوبكر عميد مسجد باريس الكبير نداءً إلى مسلمي فرنسا، دعاهم فيه إلى التحلي بالهدوء، وقال بوبكر "أدعو إلى عدم سكب الزيت على النار"..مضيفًا "يؤسفني أن التحريض على الكراهية الدينية لا يعاقب عليه القانون كما هو الحال بالنسبة للتحريض على الكراهية العنصرية".
