قررت فرنسا إغلاق سفاراتها ومدارسها في 20 بلدا الجمعة إثر نشر رسوم مسيئة للإسلام بإحدى صحفها، فيما أكدت المجلة التي نشرت الرسوم تعرض موقعها الإلكتروني "للقرصنة ". ونشرت مجلة فرنسية "شارلي إبدو" رسوما كاريكاتيرية للنبي محمد،وهو القرار الذي انتقدته الحكومة الفرنسية ودفعها لإرسال شرطة مكافحة الشعب لحماية مكاتب المجلة،وإلى إتخاذ قرار بإغلاق سفاراتها ومدارسها في 20 بلدا الجمعة المقبل. وظهر على الغلاف الأمامي للمجلة يهودي متشدد يدفع كرسيا متحركا يجلس عليه شخص يرتدي عمامة إلى جانب العديد من الرسومات في الصفحات الداخلية. وأثار فيلم مسيء أنتج في الولاياتالمتحدة موجة من التظاهرات الغاضبة في العالم الإسلامي، قتل علي إثرها نحو 30 شخصا في حوالي 20 دولة بمن فيهم السفير الأميركي في ليبيا،و3 أميركيين خلال الإعتداء على السفارة الأميركية في بنغازي. وإنتقد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قرار المجلة نشر الرسومات ووصفه بأنه "مستفز"،مُضيفا أنه أصدر تعليمات بتكثيف الحماية الأمنية للبعثات الدبلوماسية الفرنسية في الدول الإسلامية. وأعلن فابيوس في تصريح لإذاعة "فرانس إنفو"الأربعاء أن فرنسا إتخذت "إحتياطات أمنية خاصة"لحماية سفاراتها في العالم، بعد نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد في مجلة فرنسية ساخرة . وقال فابيوس:"أرسلت تعليمات لاتخاذ احتياطات أمنية خاصة في كل البلدان التي يمكن أن تحصل فيها مشاكل ". وإعتبر أن نشر مجلة "شارلي إيبدو" الإسبوعية الساخرة رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد في "الوضع الراهن" يصب "الزيت على النار ". وأضاف: "في فرنسا، المبدأ هو حرية التعبير ويجب عدم المساس به.ونظرا إلى الوضع الآن وهذا الفيلم السخيف، وشريط الفيديو العبثي الذي تم بثه، ثمة غضب في كثير من البلدان الإسلامية.هل من الملائم صب الزيت على النار؟ الجواب هو كلا " وقال فابيوس: "من الضروري إيجاد توازن ". يذكر أن مكاتب الصحيفة في باريس كانت تعرضت لهجوم بقنبلة حارقة في نوفمبر الماضي بعد أن نشرت رسما كاريكاتيريا ساخرا.للنبي محمد،حسبما أفادت وكالة أنباء"رويترز ". وفي عام 2005 فجرت رسوم كاريكاتيرية دنماركية أساءت للإسلام موجة من الإحتجاجات في أنحاء العالم الإسلامي قتل فيها ما لا يقل عن 50 شخصا. وقال مدير المجلة ردا على سؤال لقناة "آي تيلي" إن هذه الرسوم "قد تصدم الذين يريدون أن يصدموا عبر قراءة صحيفة لا يقرأونها على الإطلاق ". وإعتبر أن الرسومَ التي ستنشر في صفحة داخلية وفي الصفحة الأخيرة ليست مستفزة أكثر من العادة . وعلق رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك آيرولت على هذا الإعلان بالقول إنه يرفض "أي مغالاة"فيما يتعلق بالرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد التي قررت المجلة نشرها داعيا الجميع إلى التحلي ب"المسؤولية ". وقالت رئاسة الوزراء الفرنسية في بيان إنه"في ظل الوضع الحالي"فان رئيس الوزراء يؤكد"عدم موافقته على أي مغالاة"ويدعو إلى أن"يتحلى كل فرد بروح المسؤولية ".