و في لحظةٍ ما، نسينا العدوان و جرائمة و أنشغلنا بالتفرغ للآخر و بالتراشق الإعلامي على أغلب المستويات، فلم نعد نسمع إلا سباباً و إتهاماتٍ و تأويلاتٍ متبادلة ليس لها أي مبرر، فمالذي يمكننا أن نسمي هذا ؟! هل نسميه حكمةً أم حماقة ؟! ما هذا الطيش و السفَه السياسي الغير مبرر و اللامسئول ؟! نحن نقاتل و نجاهد من أجل أن نُعيد إخوةً لنا مُغَرَرٌ بهم إلى خندق الوطن، و هناك للأسف من بيننا من يحاول بجهالةٍ أن يُخرِج من الصف من قد ضَمِنَّا بقاءهم و صمودهم في ذات الخندق !! ما هذا الغباء السياسي ؟! أيها المقاومون المناهضون للعدوان لا تخذلونا كما خذلنا الذين من قبلكم من اللاحقين بركب الرياض و تُصفّوا القضية و ينقلب بعضكم على بعض و لو حتى إعلامياً، فتفشلوا و يذهب ريحكم... شُركاء السلاح و الموقف و الصمود : إنتبهوا جيداً لن يغفر لكم الشعب ركوبكم بعض الحماقات و السير به على ظهورها إلى حيث لا يريد، فلا تشمتوا به الأعداء و المتربصين .. أفبعد أن أصبح النصر قاب قوسين منا أو أدنى نرجع القهقرى، ليس بسبب إنهيار الجبهة العسكرية و إنما بفعل ما تقترفه أيادي البعض بحق تماسك و تعاضد الجبهة الداخلية ؟! ما هذه العقول العمياء و المتبلّدة ؟! تذكروا ما أقوله لكم جيداً أنه إذا سقط أحدكم، فسيَسقُط الآخر و يسقط بسقوطكما الوطن، فلا يحاول أحدكم إسقاط الآخر أو حتى أن يسهم في ذلك... اللهم إني بلغت، اللهم فأشهد... تأبى العصّيُ إذا إجتمعن تكسرا و إذا إفترقن تكسرت آحادا...