تصريحاتٌ بلُغة الضاد للموقف العربي الأصيل والذي قل نظيره في زمن طغت فيه المصلحة على الحقيقة، (هناك عدوان خارجي وحرب عبثية وهناك من يدافع عن نفسه)، نعم، هذه العبارات عرت العدوان وكشفت الزيف وأزاحت الستار عن مسرحية كتبت نصوصها بالدم اليمني.. نعم (جورج قرداحي) فقد أصبت الهدف ونلت من العدوّ وحقّقت النصر لذاتك وللمظلومين. فمن يعرف قدر وقيمة السيادة سيتحدث بلسان الحرية، حَيثُ لا مكان لقيود العبودية، وهكذا كان الموقف المشرف لوزير الإعلام اللبناني السيد (جورج قرداحي)، كان رده شافياً وكافياً وعنوان ملحمة عربية تاريخية لمن جهل قدر السير في سبيل الحرية، وبقدر حركة العدوّ وغيظه تكون فاعلية العمل في أرض المواجهة، لذلك فقد شهدت الساحة في غضون لحظات هول من المنشورات والإدانات والتصريحات لمجلس التعاون الخليجي ودول خليجية قد ساءها أمرُ قرداحي فحاولت إزاحته من الواجهة، وآنى لهم ذلك. فالرد من سيادة الوزير قرداحي كان وساماً لكل حر عربي، وكان قد وضع النقاط على الحروف للحد من عنجهية وغرور دول التعاون الخليجي وحتى المجتمع الدولي الذي عجز خلال ستة أعوام ونيف من العدوان أن يحقّق ما حقّقه الوزير في لحظات. فلماذا الشجب والإدانات من دول التعاون ولماذا النكران في وقت الخسران؟! ولماذا يحاولون وضع المزيد من مساحيق التجميل على وجوههم القبيحة المتعرية من العروبة والإنسانية والممثلة للمشروع الصهيوني في الجزيرة العربية؟! ولماذا يكرهون واقع حقيقة عدوانهم على اليمن وهم من يتبنون الحرب علنا ويقودونها من فوق الطاولة مؤخّراً؟! نعم هم مجرمون محتلّون معتدون أعراب متأسلمون لصوص وقحون، لا يحترمون حتى سيادة أنفسهم لذلك فقد عبثوا وعاثوا في الأرض حتى انفتحت مجالات الاحتلال والاستيطان للعدو الصهيوني في المنطقة. هناك تصريحات سابقة دولية وعالمية ومواقف كثيرة لقيادات عربية وإسلامية ندّدت بالعدوان على اليمن، ولم يَعِرْها العدوان أيَّ اهتمام، لكن تصريحات وزير الإعلام اللبناني كانت هي القيامة ويوم النشور لدول العدوان، فالحقيقة أنهم التمسوا من ذلك حريةً للقرار اللبناني، ونظروا إلى حكومة تتمسك بالسيادة والتي اعتادوا اختراقها، فلا يوجد خطأ إلا في مواقفهم الهزيلة والنتنة، فموقفهم الطفولي كان محطة وعي للبنانيين والأحرار في المنطقة، وهكذا يرد الله كيد الظالمين في نحورهم ومن حَيثُ لا يشعرون. فالحقيقة التي تجاهلها النظام السعوديّ أن سيادة الوزير اللبناني (جورج قرداحي) قد قدم لهم النصح عندما قال إنه يجب إيقاف هذه الحرب العبثية، ولكن كالعادة فالنظام السعوديّ المتكبر لن يصغي لصوت الحق، وبالتأكيد أنه لن يصحو من غفلته حتى يسقط في شر أعماله، وما سعيهم خلف إقالة وإسكات (قرداحي) إلا كسعيهم دائماً لإسكات كُلّ صوت حق، وهذا ما يجعل نهايتهم وشيكة، وإن غداً لناظره قريب.