أعلنت الحكومة المصرية برئاسة الدكتور هشام قنديل أمس عن إجراءات استثنائية وتدابير أمنية إضافية لتأمين المظاهرات التي يحشد لها مناوئون لحكم الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها، والمقرر لها يوم 30 يونيو الحالي. وقال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، إن الوزارة وضعت خطة لتأمين المظاهرات وتكثيف الدوريات الأمنية بكل الشوارع والميادين والطرق الرئيسة بهدف تحقيق أمن المواطن وتأمين المنشآت الهامة والحيوية. وأرجع خبير أمني زيادة الإجراءات الحكومية الأخيرة لتخوف السلطات الحاكمة من المظاهرات، قائلا ل"الشرق الأوسط" إنه لا يمكن لأحد أن يتنبأ بما سيحدث خلالها، ولكن الأحداث وحدها هي التي سوف تحدد مجريات الأمور، مستندا إلى أن الأيام الأولى لثورة 25 يناير عام 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، لم يكن أحد يعلم بسيناريوهاتها. وقال اللواء مجدي اليسر مساعد وزير الداخلية مدير أمن مطار القاهرة الدولي أمس، إن هناك تنسيقا بين الأجهزة المختصة لتأمين المطار عن طريق ربط البوابات بكاميرات التصوير لنقل أي شيء غير طبيعي. وكشف اللواء اليسر عن تزويد المطار بدراجات نارية لأول مرة الأسبوع المقبل، لعمل دوريات راكبة تجوب المناطق المحيطة بالمطار ومواقف السيارات. وأفادت مصادر مسئولة أخرى أن الحكومة رفعت درجة الاستعداد في المطارات وقررت فرض إجراءات أمنية مشددة داخل وخارج صالات السفر والوصول والمناطق المحيطة به، وكذلك مداخل ومخارج المطارات والطرق المؤدية إليها، تحسبا من أي أحداث قد تحدث في 30 يونيو. وأوضحت المصادر التي تحدثت ل"الشرق الأوسط"، أنه تم وضع كاميرات مراقبة في جميع المطارات لتتبع كل من يدخل إليها من مسافرين أو عاملين ورصد التحركات غير الطبيعية، وتكثيف وجود رجال الأمن السريين وتوسيع دائرة الاشتباه بين المسافرين. وتدعو لمظاهرات يوم 30 من الشهر الحالي قوى المعارضة الرئيسة التي يقودها الدكتور محمد البرادعي وحركة "تمرد" وقوى سياسية وثورية ضد نظام الرئيس مرسي وجماعة الإخوان، مهددين باستمرار الاحتجاجات حتى سقوط النظام. وقالت مصادر المعارضة إنها تتخوف من التضييق على حركة المسافرين المعارضين الذين يعتزمون التوافد على القاهرة للاحتشاد في المظاهرات، مشيرة إلى تلقيها معلومات عن صدور ما سمته "تعليمات سرية تم توجيهها إلى قطاعات ومكاتب الحجوزات بهيئة السكك الحديدية في المحافظات لوقف حجوزات المسافرين إلى القاهرة من محافظات مصر لمدة 15 يوما"، لكن مسؤولا في الحكومة قال إن هذه مجرد "إشاعات لتشويه صورة الحكومة". وشهدت العاصمة المصرية من قبل منذ انتفاضة يناير توافد الحشود من المحافظات المختلفة للمشاركة في العديد من الفعاليات التي نظمتها القوى الثورية في ميدان التحرير. يشار إلى أن القطارات تعد من أهم وسائل المواصلات الشعبية في مصر وتنقل ما يقرب من مليون ونصف المليون راكب يوميا، ويتم البدء رسميا في حجز قطارات الركاب قبل موعد السفر بأسبوع، حسب مسؤول بمحطة قطار مصر.
