الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منظمة أمريكية تحذر من سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في صنعاء
نشر في شهارة نت يوم 14 - 01 - 2014


- مدونة الناشط الأمريكي بيتر فان- ترجمة "الأولى" -
طالبت منظمة حقوقية أمريكية، مواطنيها الأمريكيين من أصول يمنية، بأن يتخذوا الحذر أثناء تعاملاتهم مع السفارة الأمريكية بصنعاء، متهمة إياها بالتحايل على جوازات سفر المواطنين الأمريكيين، واحتجازها، ومن ثم العمل على إلغاء جنسيات هؤلاء الأشخاص.
وقالت المنظمة إنها غطت تفاصيل لإساءة استخدام السلطة من قبل السفارة الأمريكية بصنعاء، حيث أدى ذلك إلى وجود نمط من الإكراهات، واعترافات واهية بالتزوير، يؤدي إلى حجز جوازات السفر بالمخالفة للقانون الأمريكي.
وتنشر "الأولى" جزءاً من مقال نشره اتحاد الحريات المدنية بالولايات المتحدة، على موقعه على الإنترنت، ومن ثم مدونة الناشط والموظف السابق في وزارة الخارجية الأمريكية بيتر فان، يتضمن جزءاً من ممارسات السفارة الأمريكية بصنعاء، لحجز 500 جواز سفر لمواطنين أمريكيين من أصول يمنية، وبعضهم تم بالفعل سحب الجنسية عنهم تحت مبررات واهية:
حق المواطنة، هو من الأمور الأكثر أهمية في الممارسات الديمقراطية، حيث يتشعب منه مجموعة كاملة من الحقوق القانونية ضد التدخلات الحكومية غير المبررة، وتمنحك الحق في السفر بحرية.
المواطنة الأمريكية تمكنك من استصدار جواز سفر أمريكي من خلال وزارة الخارجية الأمريكية. وهذا الجواز يمكن أن يصادر لمرة واحدة، وإبطاله من قبل الدولة وفقاً لقواعد واضحة، ومع وجود شكل من أشكال التعويض. وتطبق هذه القيود لمعظم المواطنين الأمريكيين، وفي كل مكان، في كل مكان، ولكن ليس في اليمن.
مجلس الأمن القومي الأمريكي: ضبط 500 جواز سفر بشكل غير قانوني في اليمن
وفقاً لمعلومات حصرية تم الحصول عليها من خلال بلاغات من أشخاص في حكومة الولايات المتحدة، ويعملون بشكل مباشر في الشأن الأمريكي اليمني، وفي السفارة الأمريكية بصنعاء، فإن اليمن استولت، وبشكل غير قانوني، على أكثر من 100 جواز سفر أمريكي تعود لأمريكيين من أصول يمنية (بعض الأرقام تحدثت عن 500 جواز)، مما أدى إلى وجود العديد من الدعاوى في المحاكم الاتحادية. وزارة الخارجية المسؤولة عن جوازات السفر الأمريكية، خسرت قضية، وحلت 3 قضايا أخرى خارج المحكمة. وعرض اليمنيون في الولايات المتحدة الأمر على مجلس الأمن القومي والكونغرس، وطالبوهما بالرقابة والمساعدة. لكن كان رد الحكومة هو المماطلة والتسويف في التحقيقات داخل الولايات المتحدة، ومكافأة وتشجيع الشخص القائم على ضبط الجوازات في سفارة الولايات المتحدة في اليمن.
وتدعم المعلومات المسربة، المزاعم التي تتحدث عن أن مشكلة حجز تلك الجوازات هي أكبر من المشكلة الأصلية التي تم اعتقادها. ويتحدث منتدى "يمن بوست" عن 20 حالة، ويقوم المنتدى بتوفير مشورة قانونية لقضايا من نفس النوع، أحد المحامين قال معلقاً على إحدى القضايا: "المسؤولون في القنصليات الأمريكية باليمن، يعتقدون أنهم آلهة، ويجب عليهم التصرف وفقاً لذلك".
ومع ذلك، ووفقاً لرسائل بريد إلكترونية رفعت من مجلس الأمن القومي إلى وزارة الخارجية الأمريكية، يستشهد المسؤول عن اليمن بتواصله مع محامي هجرة آخر على الموضوع، والأكثر أهمية هو أن التحقيق يتضمن 500 حالة تم الاستيلاء على جوازات سفرها وإبطالها. إحدى هذه الحالات تسأل: "هل يمكن أن تشيروا إلى ما الذي يمكنني فعله؟"، وكان الرد هو الوعد بعقد اجتماع مع بعض الأمريكان اليمنيين ل"سماع مخاوفهم".
وفي سلسة أخرى من المراسلات الإلكترونية من قبل مجلس الأمن القومي، يتم التأكيد على أن هذا الاجتماع قد عقد فعلاً. وقال عبدالحكيم السادة، المنسق المسؤول عن اليمنيين الأمريكيين في ولاية ميتشيجن، إنه على الرغم من أنه دعي من قبل وزارة الخارجية، ولم يكن قد اتصل بهم من قبل. قال إنه لا يعرف أنه عقدت أي اجتماعات ل"سماع مخاوفهم". ويقول ناشر موقع "أخبار الأمريكيين اليمنيين"، إنه لم يسمع عن أي اجتماعات عقدت من قبل الحكومة الأمريكية لهذا الشأن. وإن كل المعنيين سيرحبون بأية فرصة للتحدث إلى المسؤولين مباشرة عما يعتبرونه انتهاكا كبيرا للحقوق في السفارة الأمريكية بصنعاء.
قضية عبده حزام
إن القيام بعملية ضبط جوازات سفر اليمنيين الأمريكيين من قبل الدولة، وخارج نطاق القضاء، تمتد إلى سنوات عدة، ويبدو أن الأمر متصل بحالة المواطن الأمريكي الداعية أنور العولقي، الذي اغتيل بطائرة بدون طيار.
هاجر المواطن اليمني الأمريكي عبده حزام، مع والديه، إلى الولايات المتحدة، وهو في سن ال9، ونشأ كأي طفل أمريكي خارج ديترويت. ومن ثم استصدر جواز سفر أمريكياً، وتم تجديده مرتين من قبل وزارة الخارجية. وكشخص بالغ سافر حزام إلى اليمن، عام 2009. وفي سياق السفر الروتيني لأطفاله، حجزت سفارة الولايات المتحدة جواز حزام، وبشكل غير قانوني، وبدون إعطاء أي تفسير لهذا التصرف. وبعد 3 أسابيع من الصمت، سُمح له بالعودة إلى الولايات المتحدة.
وبعد عامين من عودته إلى بلاده، وفي الوقت الذي كان يثار فيه الجدل حول جنسية أنور العولقي، أخبرت وزارة الخارجية الأمريكية حزام أنه حصل على جنسيته الأمريكية قبل 22 عاماً عن طريق "الخطأ". نعم، كان خطأ لا ذنباً، لم يقترفه هو أو والداه. وفي الواقع، فقد قالت الحكومة الأمريكية إنها هي من ارتكبت الخطأ في هذا الإجراء، واعترفت بذلك. لكنهم ألغوا جواز سفر السيد حزام، وجردوه من جنسيته، وانتهى به المطاف إلى فقد جنسيته، وأعلن بجرة قلم أنه لم يعد أمريكياً. ولا يمكن لحزام أن يترك الولايات المتحدة، ولم تصدر لزوجته وأطفاله في اليمن أية تأشيرات حكومية للقدوم إلى الولايات المتحدة، الفعل الذي أدى إلى فصل العائلة عن بعضها ل3 سنوات. لكن لم تعرض لحزام أية فرصة للدفاع عن جنسيته، ولم يستعن بوزارة الخارجية، وقبل مع ذلك منفاه الإجباري.
ومع ذلك، كان حزام واحداً من المحظوظين، حيث لا يزال جسدياً في الولايات المتحدة، لكن لم يعد لديه أي توصيف قانوني للبقاء هناك. وقال بعد ذلك إنه رفع دعوى قضائية ضد الحكومة، وإن وزارة الخارجية ترافعت عن أنه يمكنها أن تطبق قوانينها بأثر رجعي، حتى وإن كان الأمر بعد مرحلة طويلة، ولذا سحبت الجنسية عن حزام. وبمواجهة حزام بهيلاري كلينتون، أمرت المحكمة الحكومة بإعادة جواز حزام، ووبخت المحكمة وزارة الخارجية على أنه حينما وافقت المحكمة على منح حزام الجنسية "من المستحيل أن يتم إلغاء جنسيته مستقبلاً دون إشعارها بذلك أو الرجوع إليها".
وقال أحد محامي حزام، إن لوزارة الخارجية سلطة مخيفة هنا، وأضاف أنه "من المخيف جداً أن تعود وزارة الخارجية، وتسأل مواطناً أمريكياً منذ الطفولة نفس الأسئلة".
ولكن، بدلاً من القبول بأنه لا يمكن العودة إلى الخلف في قضية حزام، ضاعفت الدولة من سقوطها، وبدلاً من ذلك، حاولت إبقاء أمر المحكمة حتى الانتهاء من الإجراءات المطولة في القضية، مدعية أن الوزارة "تعاني من خلل متعذر الإصلاح، وهذا الأمر يقوض من ترتيباتها، وتقديرها الوحيد لحجب جوازات السفر". لكن المحكمة اعترضت، وأعطت حزام نسخة من جواز السفر، وجنسيته، والحق في السفر، والقدرة على لم شمل عائلته. وواصلت الحكومة الاستئناف، وحاججت محكمة الاستئناف الأمريكية الحكومة قبل شهرين، ولكن لم يصدر أي قرار بعد. وذكر المحامي المطلع على القضية "أن الحكومة اعترفت بأن موقفها يسبب ظلماً كبيراً لهذا الرجل، وأن الحل الوحيد هو استصدار قانون خاص يمرر على وجه التحديد لهذه القضية".
إجراءات خارج نطاق القضاء
بعد فشلها في استصدار سابقة قانونية لإلغاء جوازات السفر، يظهر أن وزارة الخارجية الأمريكية حولت تروسها ببساطة إلى تجاهل القانون للسيطرة على جوازات سفر اليمنيين الأمريكيين، الذين يقومون بخدماتهم الروتينية في السفارة بصنعاء، أو أولئك الذين غررت بهم للقدوم إليها. مؤيدو اليمنيين المتضررين يقولون إنه يتم التذرع باتهامات مبهمة وغامضة في كثير من الأحيان، من الاحتيال أن تكون أعذاراً حقيقية للإمساك ببساطة بجواز سفر. والبعض الآخر يقول إن عجزة يمنيين أمريكيين يأتون إلى السفارة للسؤال حول برامج الضمان الاجتماعي الروتينية، ويتعرضون للاستجواب مرة أخرى، بعد اتهامهم بالتزوير، ومن ثم يفقدون جوازات سفرهم دون إبداء أي توضيح.
وبينما الإجراءات تتطلب عملية تداول رسمية للحجز القانوني على أي جواز سفر أمريكي، وخصوصاً في خارج البلاد، لأن مثل هذا الحجز قد يعمل على محاصرة أي أمريكي، وإخضاعه لعقوبات "الهجرة والجوازات في الدول المضيفة"، أما في صنعاء فقد تجاوزت هذه التعليمات تعريف الحجز إلى قضية بحاجة ل"معالجات إدارية إضافية".
أعطت السفارة الأمريكية في صنعاء لنفسها اليد العلوية للتصرف. وفي برقية حصل عليها "ويكيليكس"، لاحظت السفارة أن "جميع حالات تأشيرة الهجرة مزورة حتى يثبت العكس. مقابلات معقدة، ليس فقط لبحث التزوير، ولكن أيضاً يصل إلى بحث مسائل الأمية، وضعف التعليم لدى المتقدمين".
ويقول راشد عبده، وهو ناشر أخبار اليمنيين الأمريكيين في ميتشيجن، إن أكثر من 100 يمني أمريكي أخذت جوازات سفرهم بعيداً في صنعاء، في ظل ظروف مريبة. والتقى راشد عضو الكونجرس جون دينجيل، ليس لطلب المساعدة فقط، ولكن لتذكيره بعبارة انتشرت في اليمن سريعاً: إن هؤلاء المواطنين الأمريكيين الذين بإمكانهم أن يقدموا خدمة جليلة لمد الجسور بين البلدين، يتم الحديث عن أن الحكومة الأمريكية تخرج مواطنيها لمعاقبتهم (أقر مكتب دينجيل بقضية جوازات السفر، ولكن التعليق الرسمي المشار إليه يرجع لمكتب عضو الكونجرس في واشنطن، والذي رفض التعليق على الأمر).
الصورة المكبرة
في أول ظهور لهذه الإجراءات من قبل السفارة الأمريكية في اليمن، بدت كأنها أكثر من تعاملات بيروقراطية حقودة، والتي تنسجم مع نمط آخر أكبر من هذه الإجراءات. وعلى سبيل المثال؛ في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة في 2011، تكثف من إجراءاتها ضد اليمنيين الأمريكيين، بدا أن أستراليا تفعل الشيء نفسه: "أي إخفاء جوازات السفر كوسيلة هامة لمنع الأستراليين من السفر إلى الخارج، تجنباً لأية عمليات تدريب أو مشاركة في أعمال إرهابية". وقال متحدث باسم الحكومة الأسترالية: "ويمكن استخدام هذا للمساعدة في منع أي أسترالي في الخارج من المشاركة الفعلية في الأنشطة التي تضر بأمن أستراليا أو أي بلد آخر".
أنور العولقي
يمكن للحكومة الأمريكية أن تصادر جوازات السفر من المواطنين الأمريكان فيما "إذا قررت وزارة الخارجية أن نشاطات مقدم الطلب في الخارج قد تتسبب بضرر بالغ للأمن القومي أو السياسة الخارجية للولايات المتحدة".
وإذا شعرت الولايات المتحدة أنه ليس من مصلحتها أن يكون لديك جواز سفر، تعطيك حرية أن تسافر ومغادرة الولايات المتحدة إذا رغبت، ومن ثم أخذك بعيداً. فالقانون يعمل بأثر رجعي، أو ب"احتمالات التسبب ب..."، كجزء من الإجراءات القانونية، وهذا يعني أنه لا تحتاج لأي شيء تفعله. الحكومة فقط تحتاج إلى القرار الذي قد تقوم به.
كشف برنامج "المراقبة القضائية وحرية المعلومات"، قبل مقتل أنور العولقي وابنه (16 عاماً)، بطائرة بدون طيار، عام 2011، أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، ألغت سراً جواز سفر أنور العولقي، داعية القاعدة، والمواطن الأمريكي. وزارة الخارجية كانت، في وقت لاحق، حاولت دعوة العولقي لزيارة السفارة الأمريكية، حتى يتمكنوا من تشجيعه على العودة إلى الولايات المتحدة لمواجهة الاتهامات التي اتهم بها. وفي برقية للسفارة الأمريكية بصنعاء، والتي تضمنت عنوان الشارع الذي يقيم فيه العولقي، أرسلت السفارة رسالة خطية تدعوه لزيارة السفارة، موضحة أن عليه أن يحضر بطاقته الشخصية التي عليها صورة له، للحفاظ على خصوصيته. وبعد 6 أشهر (العولقي تجاهل السفارة، بالمناسبة)، قتلته حكومة الولايات المتحدة بكل بساطة. وبعد أسبوعين قتلت ابنه (16 عاماً)، وهو أيضاً مواطن أمريكي.
لأنه من المبهج لوزير الخارجية أن يكون إلغاء جوازات السفر سرياً، كان من الصعب تعقب أمثلة أخرى أبطلت جوازات سفرها الحكومة الأمريكية، ببساطة لأن ذلك يزعج وجودها في الخارج، أو قد يضايق وزير الخارجية. وفي الواقع، فإن المثال الوحيد كان حالة ضابط المخابرات الأمريكية السابق سيئ الصيت فيليب آجي، الذي فضح، عام 1970، هويات ضباط المخابرات في وكالة المخابرات الأمريكية. في حالة آجي كانت المحكمة العليا قالت ببرود: "يحق حمل جوازات سفر الأمن القومي لاعتبارات سياسية خارجية".
لكن هناك حالة أخرى واحدة على الأقل من النفي القسري خارج القضاء، ولا تتبع هذه الحالة شخصاً يمنياً، على الرغم من أنها تطابق ما قامت به وزارة الخارجية هناك. حيث أخبر المسؤولون في السفارة الأمريكية بالكويت، أمريكيا يعمل كمقاول عسكري أمريكي هناك، "أنه ليس مواطناً أمريكياً"، بعد أن صادروا جواز سفره. وهذا يقودنا إلى البحث عن مشكلة عمرها 20 سنة، حدثت للمواطن الأمريكي المغربي الذي كان يقيم في أريجون، والذي كان مواطناً أمريكياً حينها. وكتب محامٍ عن هذا الموضوع: "من المهم جداً أن تكون المواطنة الأمريكية خاضعة لأهواء البيروقراطيين المنحطين، وإذا كان هناك أي مخاوف لدى موكلي على جنسيته، فلديه الحق في هذا، ويجب أن يلجأ للقضاء بمجرد عودته إلى الولايات المتحدة". لكن وزارة الخارجية أحالت الأسئلة حول القضية إلى مكتبها للشؤون القنصلية، حيث قال أحد المسؤولين إنهم "لا يستطيعون مناقشة القضية، بسبب أمور متعلقة بخصوصيتها".
رد وزارة الخارجية
على الرغم من أن وزارة الخارجية لم ترد على طلبات التعليق على ما ورد في المقال، فقد ردت الوزارة على تحقيق أجرته صحيفة يمنية، حيث قالت: "على الرغم من أننا لا نعلق على القضايا الفردية، لكننا نأخذ على محمل الجد مزاعم تزوير جوازات السفر. جوازات السفر الأمريكية ملك للحكومة الأمريكية، وتحت ظروف معينة يمكن أن تلغى".
وربما من أكثر الأحاديث حول أفعال وزارة الخارجية تجاه مسؤول في السفارة الأمريكية في اليمن، والمسؤول عن إلغاء جوازات السفر. ففي يوم 13 نوفمبر، وعبر برقية تم إرسالها إلى جميع السفارات والقنصليات حول العالم، والغريب أنها كانت علنية، سمت وزارة الخارجية هذا المسؤول لقب قنصل العام وجائزة البراعة، والتي أفصحت البرقية عنها: "المساهمة الفردية المتميزة، مع تأكيد خاص على الكفاءة والجودة، واللجنة أعجبت به/ها، لأنه/ها ألهم/ت القيادة". وفقاً لصفحتها في "فيسبوك"، تمت ترقيته أيضاً، ومنح مهمة لمتابعة حلمه من اليمن إلى أستراليا.
إن إجراءات الدولة الرسمية تجاه اليمن سخية، وتعدت الإطراء المعتاد. إنها تعني بشدة فرض إجراءات عقابية تجاه جوازات السفر المضبوطة وإلغاءها، وبالتالي تشجيع مثل هذه الإجراءات الإضافية على الرغم من مخاوف البيت الأبيض، والدعاوى القضائية التي رفعت. وفي عالم البيروقراطية، فإن أي إجراء تقتصر مهمته على تأديب العامة دون الحاجة إلى أية موافقة رسمية.
الحرب تضرب الوطن
على الرغم من تأثيره المدمر على حياة الأفراد، من الصعب أن نرى ما الذي أنجزته الولايات المتحدة من إجراءاتها في اليمن. ربما تحب وكالة الأمن القومي التحليق حول منشوراتنا في "فيسبوك"، وقد تكون نقطة لا معنى لها، ولكن ما الذي بوسعهم القيام به؟ إن البيروقراطية التي تعمل دون رادع، تواصل عملها فقط إلى أعمق نقطة في حياة المواطنين.
من ناحية أخرى، يبدو أن الموسم مفتوح على اليمنيين الأمريكيين، وبحماسة أكثر من كونها بيروقراطية بسيطة. فمنذ 9/11، توقفت الولايات المتحدة عن النظر للقانون والنظام، وذلك لصالح طرف وحيد، وفي كثير من الأحيان تكون هذه الأفعال سرية ولا قانونية. أفعال من الاحتجاز المفتوح، ودون محاكمة، إلى التعذيب والانتهاكات اليومية للحريات الدستورية، والآن تصل مخالب الحرب على الإرهاب إلى النفي القسري للمواطنين الأمريكيين.
تزايد إلغاء جوازات السفر الأمريكية في اليمن
صنعاء- مدونة الناشط الأمريكي بيتر فان- ترجمة "الأولى":
هذا الجزء يبحث في سجلات المحكمة العامة للاستمرار في فضح الإجراءات غير القانونية التي تقوم بها وزارة الخارجية الأمريكية في اليمن.
فقد قال أحد محامي القضايا ذات الصلة: "إن قضايا القنصلية الأمريكية في صنعاء شملت ما هو أبعد من حجز جوازات السفر الأمريكية. هذا هو الجزء الظاهر من جبل الجليد الفظيع. لقد تعاملت مع العديد من القضايا التي تواجه اليمنيين في القنصلية الأمريكية بصنعاء. إن كل الخيارات غير اللجوء للقضاء مصيرها الفشل، ولكن في نفس الوقت يخاف المواطنون اليمنيون من أن تؤدي إجراءات التقاضي إلى انتقام الطرف الآخر".
عبده العرير (Alarir)، وآخرون، ضد هيلاري كلينتون، وجانيس جاكوبس
القضية الأولى هي لعبده العرير، وآخرين، ضد هيلاري كلينتون، وجانيس جاكوبس، وآخرين، وقدمت في 18 أكتوبر 2012، إلى المحكمة الجزائية في جنوب نيويورك. حيث إن السيد العرير مواطن أمريكي، وقام بتعبئة استمارة لإحضار أطفاله من اليمن إلى الولايات المتحدة، وأحد هؤلاء الأطفال حصل على التأشيرة بناء على "البطاقة الخضراء"، واثنان آخران على وشك الحصول على الجنسية الأمريكية. الطفلان الأخيران جعلا أحد المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية، يستصدر ما يسمى التقرير القنصلي للولادة الخارجية. الأسباب التي أدت إلى حصول طفل واحد فقط على التأشيرة، والاثنان الآخران تعقدت إجراءاتهما مع التقرير الصادر من الخارجية، والذي ليس لهما علاقة به، وتعاملت وزارة الخارجية مع هذه القضية بطريقة غير قانونية.
وفي الواقع، فإن إجراءات الحكومة الأمريكية لا تمثل شيئاً، حيث صادق قسم الأمن الداخلي على التأشيرة عام 2010، لكن وزارة الخارجية لم تفعل أي شيء لمدة 3 سنوات، وقامت بمماطلة الأمر. حيث إن التقرير الصادر عن وزارة الخارجية يمكن المصادقة عليه في غضون ساعة. هذه هي الممارسات الاعتيادية في جميع أنحاء العالم. لكن ليس ذلك في اليمن. ولذلك عندما وجد الأب مماطلة من السفارة الأمريكية بصنعاء، قاضى الأب أمريكا.
وبالعودة إلى صنعاء، فإن متابعة الأب للتقرير القنصلي لذوي المولودين خارجياً. قيل له في أول لقاء مع الحكومة في 7 فبراير 2012، إنه يجب عليه أن يزودهم بوثائق أكثر. وهو ما فعله الأب في 12 فبراير 2012، بإرسال الوثائق عن طريق شركة دي إتش إل، ومن ثم انتظر إجراءات السفارة لأكثر من شهر حتى 18 مارس 2012، ومن ثم أرسل رسالة لتذكيرهم بعدم الرد على الوثائق. محامي الأب كان قد أخبر من خلال "الأمن الداخلي" أنهم استصدروا التأشيرة، وأن عليه أن يتواصل مع السفارة الأمريكية بصنعاء لمواصلة بقية الإجراءات، وأن العرقلة هي من قبلهم. ولم يتم فعل شيء.
وجدت الدعوى طريقها إلى المحاكم الأمريكية، ولكن قبل أن تصدر المحكمة أي قرار، لم تصدر الحكومة أي تعليق أو تفسير أو اعتذار، وأصدرت التأشيرة والتقرير القنصلي. وهكذا أغلقت القضية في 23 نوفمبر 2013.
ولم ترد الخارجية على طلب التعليق على الأمر.
قضية أخرى
القضية القادمة هي للأمريكي اليمني نشوان أحمد قاسم، ضد هيلاري كلينتون، وجانيس جاكوبس، وآخرين. ورفعت القضية في 30 يناير 2013، في المحكمة الجزائية الأمريكية غرب نيويورك. وعلى الرغم من أن وثائق القضية كاملة غير متاحة إلكترونياً، إلا أنها تبدو مشابهة لسابقاتها. حيث ألغت السفارة الأمريكية بصنعاء، وبشكل غير قانوني، جواز سفر المواطن الأمريكي نشوان، مما اضطره إلى رفع قضية ضد الخارجية، مما اضطرها لإعادة إصدار جواز سفر أمام المحكمة التي لم تصدر حكماً بعد. ولم تستجب وزارة الخارجية للتعليق على هذا الأمر.
وهناك حالة ثالثة، تمكنا من كشفها عن طريق السجلات العامة، وهي لمواطن يمني أمريكي يدعى حاشد موسى، والذي جده مواطن يمني أمريكي، وجاء بطريقة أو بأخرى إلى الولايات المتحدة، واعترف أنه قبل سنوات حصل على الجنسية الأمريكية عن طريق التزوير. وعلى الرغم من أن القانون الأمريكي واضح بشأن هذه القضية، ويمكن الأمن القومي فقط من سحب جنسية حاشد بسبب التزوير، إلا أن سفارة صنعاء ذهبت إلى أبعد من ذلك، وصادرت جواز سفر الجد الأمريكي. وامتنعت الخارجية عن التعليق على هذا الأمر.
سؤال
يبدو واضحاً تماماً أن شيئاً ما حدث في السفارة الأمريكية بصنعاء. إذا كانت الخارجية الأمريكية هي من ترعى هذه الإجراءات غير القانونية ضد اليمنيين، أو أن هناك احتمالاً بأن تكون الإجراءات البيروقراطية تخضع لرقابة محلية ضعيفة، ولذا خرجت على السيطرة، وأيضاً ظهرت على هذا النحو من الغموض. وتصاعدت هذه المشكلات مع الخارجية وصنعاء إلى الدرجة التي جعلت مجلس الأمن القومي والأمن الداخلي يثيران تساؤلات. ولكن هناك بعض الإشارات الجيدة، حيث أشارت مصادر داخل وزارة العدل إلى أن ما جرى بحق اليمنيين الأمريكيين، تم الالتفات إليه من قبل الإدارة، بحيث تم اختيار المسؤول القنصلي السابق لتكليفه في وظيفة بسيدني لحل القضية. لكن الموظف القنصلي لم يرد على طلب التعليق على الأمر أيضاً.
جماعات حقوقية: احذر من الذهاب إلى السفارة الأمريكية في اليمن
"واشنطن بوست"- 9 يناير- ترجمة "الأولى":
دائماً ما تكون تحذيرات الحكومة الأمريكية الرسمية لمواطنيها، هو أن يكونوا حذرين من الذهاب إلى بعض المناطق التي تعتبر خطرة، كبنغازي والفلوجة، وتطلق من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، والتي تعتمد على معلوماتها من السفارات الأمريكية في جميع أنحاء العالم.
ولذلك، كان من الغرابة بمكان، أن يصدر الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، وغيره من المنظمات، مؤخراً، تحذيراً من الذهاب إلى السفارة الأمريكية بصنعاء في اليمن.
وقالت هذه المشورة إن "المسؤولين في السفارة الأمريكية بصنعاء ألغوا، وعلى نحو متزايد، جوازات سفر أمريكية خاصة بمواطنين من أصل يمني، عن طريق الضغط عليهم للقيام بالتوقيع على اعترافات لا يفهمونها، ودون وجود أية مشورة قانونية".
وصدر هذا التحذير في كتيب وضعته جماعات حقوقية. وأكمل هذا التحذير مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأمريكية، ومؤلف كتاب حول سياساتها بيتر فان، على مدونة "wemeantwell.com"، مع بعض الملاحظات والنصائح. وخلاصة القول: "لا تذهب إلى السفارة دون محامٍ، حتى لو تطلب الأمر التوقيع على أوراق عادية. وإذا فعلت، فلا تذهب لوحدك، وتمسك بجواز سفرك، وتراجع ببطء، ومن ثم اخرج عند أول بادرة للشعور بالتلاعب أو المتاعب" (ومنها إشارة واحدة، إذا قال لك المسؤول عبارة "إجراءات إضافية"، افتح الباب وغادر).
ويقول المسؤول السابق إن "الأنباء تتحدث عن أن حجز جوازات السفر مشكلة خطيرة، وخصوصاً في اليمن، لكن من الصعب الحصول على أرقام دقيقة عن الجوازات التي تمت مصادرتها وإلغاؤها، حيث إن وزارة الخارجية الأمريكية لا ترد على هذا الموضوع. ونشرت جريدة "يمن بوست"، في أغسطس، أن هناك "أكثر من 20 حالة مؤكدة ليمنيين أمريكيين"، والذين حاولوا تجديد جوازات سفرهم، وحصلوا على مصادرتها بدلاً من ذلك. وهناك أرقام تتحدث عن أن ضحايا هذا الإجراء بالمئات".
وأضاف: "نحس أن هذه الأرقام في ارتفاع، ولكن أياً كانت دقة الأرقام، فنحن نسمع عن أن بعض اليمنيين الأمريكيين تم ضبطهم للاشتباه في تزويرهم لجوازات سفر، ومن ثم يتم الطلب منهم الانتظار لمدة تصل إلى سنتين، في حين أن السفارة لا تعمل على توضيح مصادر شكوكها". (منذ أن أصبحت الخارجية لا يمكن لها أن تلغي إجراءات التجنيس، أصبح الأمر كحلبة سباق بين قسم الأمن الداخلي والمواطنة وخدمات الهجرة، حيث إن المواطنين المفترضين لا يمكن لهم أن يثقوا في أن التحقيق في الأمر قد يفعل لهم شيئاً).
وبالسؤال عن هذا الوضع، قال مسؤول في وزارة الخارجية، رداً على سؤال بالبريد الإلكتروني، للتعليق على الأمر: "كما نفعل في جميع سفاراتنا وقنصلياتنا في جميع أنحاء العالم، دائماً ما نسعى لدعم التزاماتنا بتوفير العدالة لكل فرد يدخل السفارة الأمريكية بصنعاء، مع تمسكنا بأن يكون هذا الالتزام بموجب القانون.. والوزارة لديها سلطة لمنع وإلغاء جواز سفر أمريكي في ظروف معينة، بما في ذلك التزوير".
وعلى الأرجح، فإن المحاكم الفيدرالية هي من لها أن تتخذ القرار بشأن ما هي الإجراءات القانونية الموجبة لذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.