يقال بأن ( الحسنة تخص والسيئة تعم ) إنها المقدمة الفضلى التي ارتأينا أن نستهل بها هذا العبور الناقد على اللغط الذي يدور منذ أيام على خلفية مقال أتبعه مقال آخر للزميل الكاتب الصحفي الذي وصف نفسه بالشمالي منير الماوري والذي قام فيه بالتقليل من شأن القضية الجنوبية والتعريض بقيادات الجنوب أو من أسماهم المنسحبين من مجلس بيت الأحمر التزويري الأخرق ، ولا ندري من أين جاء بوصف المنسحبين فمن المعلوم أن المنسحب لا تطلق إلا على المتقدم ، ولم نسمع عن تقدم الجنوبيين لخطبة مجلس الأحمر ومصاهرة المشترك ، لكي نقول بأنهم انسحبوا والصواب أنهم رفضوا الانخراط في مسرحية هزلية وعملية تزوير تاريخية القصد منها التوسعة والترقيع والاستخفاف بالوطن والثورة الشبابية والحراك الجنوبي والحوثيين ومعارضة الخارج وبقية القوى الوطنية في الداخل من غير المنضوين تحت مشدة حميد وزنة الزنداني وكوفية علي محسن ، وذلك للقفز عبر ادعاء الغلبة إلى السلطة وإتحافنا بسلطة حمراء عوضاً عن سلطة حمراء سابقة فمن غير المعقول أن يواجه المحتلون والفاسدون استحقاقات الثورة شمالا والحراك الجنوبي الممتذ منذ 2007م وقضية صعدة والفساد الذي غرقوا فيه وأغرقوا معهم أذيالهم بمافي ذلك بعض الكتبة الذين ينطبق عليهم المثل المصري "يغرق بشبرة ميه " . لقد تابعنا المقالين الماوريين وقبلهما مقال الثائرة الطائرة منى صفوان التي طارت بمجرد أن سمعت اسمها في المجلس الوطني من القناة التي تعمل بها في مصر والتي يقال بأنها لعبده بورجي إلى قناة الجزيرة لتتحفنا بقولها أن "هذا المجلس محصلش" ، وتابعنا أيضا مقالها الأهوج والمقالات والتصريحات التي سبقت ذلك ولحقته كما لو كانت عملية مدروسة يتم التحشيد لها منذ فترة كغطاء إعلامي لتمرير مؤامرة من خلال زرع فتنة هم أحوج ما يكونون إليها خدمة لشيوخ وامراء الحرب ، الطبول تقرع والكتاب مع الكتبة يسوقون لها بمقالات فتنوية واضحة . وهذا ما يفسر متابعتنا للمشهد بترقب وحذر دون الانخراط حتى بنشر مقالات وصلت إلينا كردود أفعال من قبل كتاب جنوبيين تحمل الحق والحق كله ، وعلى ذكر النشر فإن ما لايعرفه كثيرون هو أننا في هيئة تحرير المرصاد انتهجنا خطين متوازين بهذا الشأن الأول (مهني) ، إذ لم يكن بوسعنا نشر مقالات ترد على مقال لم ينشره المرصاد ، وكلنا نعلم أن مقال الماوري هو خاص للمصدر أون لاين .. هذا الموقع وأمثاله من المواقع الأحمرية من ذوات الرسالة المحمومة والمشبوهة لا يتشرف المرصاد بنقل أية مادة منها ونقولها على رؤوس الأشهاد ، واما الخط الثاني الموازي فهو سياسي بامتياز ذلك لأننا نعتقد بأن هذا الكاتب وغيره ممن يصفون أنفسهم بالشماليين لا يمثلون حتى أنفسهم بل يمثلون بصورة واضحة وصريحة التعبير عن إرادة المايسترو الذي يعملون معه كجوقة لا يسمح لها سوى أن تقول حاضر وتنفذ بما يكرس نفس عقلية حكم علي صالح ( الوحدة أو الموت ) ( الوحدة المعمدة بالدم ) إلى غير ذلك من المقولات ونعتقد بانهم قد أفصحوا عن فكرة أسوأ من كل هذه المقولات ومفادها بأنهم على استعداد أن يكونوا إلى صف علي صالح ويتخلوا عن الثورة الشبابية ( هذا على فرض أن لهم علاقة بها ) ويحاربوا الجنوب ليحموا الوحدة .. وحدتهم هم .. وحدة الزلط والأراضي والبيوت المنهوبة ومصانع اسمنت حميد الاحمر في (أبين ) التي قال الماوري بأنها فقيرة والتي تعبث بها جماعات إرهابية من مخرجات الفرقة أولى مدرع ، وحدتهم وحدة النفط والإقطاعيات والمزارع والاستثمارات السياحية من عدن وبقية الشواطيء الجنوبية وحتى المهرة المحتلة أحمرياً وقبليا وعسكرياً وليس شمالياً كما يريد هؤلاء تصوير الأمر بغرض التحشيد مرة أخرى سكانياً ومناطقياً ليكرروا سيناريو 94م بل أسوأ منه ، ويستنسخوا لنا قوات الشرعية مرة أخرى . لن نتوقف كثيراً عند مقال الماوري رقم 1 فالرسالة كانت واضحة وبالغة الدلالة وقد وصلت إلى القادة الجنوبيين كما بقية النخب إلى أبسط مواطن جنوبي ، وليس كما قال في مقاله الثاني الذي كان تبريرياً بعد هجوم الأخوة الزملاء الكتاب الجنوبيين عليه حيث انطبق على المقال الثاني المثل : ( جاء يكحلها عماها ) ، بدليل أن المقال الثاني فتح شهية كتاب آخرين للرد عليه . الذي نريد التوقف عنده بقوة هو الفتنة التي تفوح من رائحة المقالات التي ينشرها المصدر اون لاين ومأرب برس وأخوانهما فقد بدأت تتوالى المقالات تباعاً وكلها من فصيل واحد ، ولذلك فإننا نجد أنفسنا أمام ضرورة توضيح الأمر ووضع حدود للتعاطي معه ، فمثلاً .. كلنا نعرف أن عضوية المجلس الوطني لم تكن على أساس كفاءة على الإطلاق وخاصة لغير المنسحبين بالذات من أمثال منى ومنير وغيرهما ( وبالمناسبة ثمة جنوبيين متورطين في إعطاء هذا المجلس التزويري شرعية ويتحملون مسؤولية انخراط في عملية التزوير) ، وإنما على أساس آخر لا يعلمه إلا الراسخون بالشغل مع بيت الأحمر وقد تبين هذا الأمر بدفاعهم المستميت ونسيانهم لمواقفهم السابقة حول القضية الجنوبية كما لو كانوا قد فقدوا الذاكرة في يوم وليلة ، وهذا فقط تعليقنا على من ظن ان بيت الاحمر او المشترك يكافئون أحداً على مواقفه او مكانته ولو كان الأمر كذلك لما استجلبوا لهذا الموقع أحدا من خارج الحدود واحدة في القاهرة وواحد في واشنطن وبجوارهم مثقفين وصحفيين ( داخل صنعاء) ذاقوا مرارة السجون لسنوات ، ولا داعي لذكر أسماء حتى لا ندخل في معمعة ترشيح أو تفضيل أحد ( مع عدم بخسنا لأشياء البعض فلكل شخص رصيد عملي ومهني ونضالي ) . مسألة أخرى تتعلق بمحاولة نقل الصراع من النخب السياسية إلى النخب الثقافية والإعلامية ، وهذه مسألة جد خطيرة يقصد منها ليس فقط النيل من القيادات السياسية الجنوبية والحوثية والمستقلين وجميع الرافضين لمجلسهم المزور من خلال التكثيف الإعلامي من قبل هؤلاء الكتبة ( بعضهم يكتب بربطة قات ) وإنما يريدون أيضاً وهو الأخطر أن ينعكس هذا الجدل الإعلامي على القوى الثورية ليحصل انقسام بين الشباب لأنهم يعرفون أن الشباب تعاهدوا على ميثاق شرف يتضمن إسقاط علي صالح ثم إسقاط أي جهة تريد فرض وصايتها ( طالعوا نص ميثاق الشرف في المرصاد) وهكذا يعتقدون أنهم بخلق هذا الجدل ستضيع الطاسة كما يقولون وهم لا يستطيعون العمل إلا في ظل ضياع الطاسة فهم أعداء الحق والمصداقية والشفافية ولو كان لديهم ذرة شفافية لما قاموا بالتزوير عيني عينك وقاموا بكل صلف بتكوين جمعية لا يعرف أعضاؤها أنهم أعضاء فيها وانتخبوا من خلالها مجلس وطني لا يعرف أعضاؤه أنهم أعضاء فيه .. بالله عليكم ألا تجدون شبهاً بينهم وبين سلطان البركاني وأمثاله في البرلمان اليمني عندما يوقعون عن زملائهم حضور وغياب في الكشوفات ويصوتوا نيابة عنهم في غيابهم ، وبعد كل هذا يحدثونك عن الديمقراطية والدولة المدنية ( دولة مدنية يتزعمها قائد عسكري ملطخة يديه بدماء الناصريين وأبناء المناطق الوسطى والجنوبيين والحوثيين ) ويؤيده شيخ قبلي ملطخة يديه بكل حروب السلطة الدموية وكل فسادها المستشري ، وفي الأخير مستعدين أن يكونوا معاً مع خصمهم المزعوم علي عبد الله صالح على قلب رجل واحد ضد الجنوبيين دفاعاً عن وحدة الضم والإلحاق والفيد مجدداً ، كما وقفوا معاً وجميعاً وعلى قلب رجل واحد ضد الحوثيين دفاعاً عن المذهبية الوهابية السعودية . لقد كان الكاتب الأستاذ عوض كشميم وهو أول من تصدوا للرد على الماوري موفقاً عندما استشهد إيجابياً بكلمة للكاتب الزميل القدير سامي غالب في نفس المقال ، وهو بهذا الأسلوب تخطى الوقيعة التي يريد البعض استدراج الجميع إليها وقيعة التعميم واعتبار ماصدر عن كاتب أو كاتبين اوثلاثة صادر عن مثففي وكتاب الشمال جميعاً ففي ذلك نوع من تقديم الخدمة لهؤلاء الكتبة ونوع من الإجحاف بحق مواقف الآخرين الثابتة والتي لم تتزعزع ، ومن هنا فإن وصف مثقفي المشترك والإصلاح وبيت الأحمر أفضل لو كان لا بد من التعميم وليس مثقفي الشمال لا سيما أن صاحبنا قد استهان بمحافظة تعز في مقاله وهي أس الثورة الشبابية وأساسها وكذلك بمحافظة البيضاء التي ينسب إليها قرباناً للجنود الحمر . واخيراً .. هم قالوا بانهم سيقفون مع علي صالح لو اضطر الأمر لحماية وحدتهم المقدسة أو (المكدسة) ، ونحن نقول بأننا سنجرف مكدساتهم بالتغيير ، وسنقف مع القوى الثورية في الشمال والحراك السلمي في الجنوب في مواجهة العصابتين اللتين تتقاتلان في صنعاء وتتفقان في الرياض . ومسك الختام .. نعلن للمرة الألف والمليون بأننا ندعم مايتوافق عليه الجنوبيون ومايُستفتى عليه الشعب الجنوبي شاء من شاء وأبى من أبى .